س: ما الذي قادك للتفكير في التنصر؟
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة، وأشهد أن لا اله إلاّ الله وأنّ محمداً عبده ورسوله… التفكير في التنصر بدا مند الصغر حيث كانت تستهويني الكتب والمطويات النصرانية والتي توزع مجانا لطالبها من خلال القنوات والإذاعات المسيحية الموجهة لتنصير العرب والمسلمين وخاصة في شمال أفريقيا …بدأت أحب ما فيها وخاصة أنها تتكلم عن إله محب وعطوف يغفر الخطايا كلها مهما كانت، والظاهر أني تعلقت بالمظاهر من خلال أن النصارى أكثر تطوراً ووعياً من غيرهم وربما يرجع ذلك إلى تمسكهم بدينهم هذا…أغوتني دعوتهم الظاهرية المبطنة بالسم والنفاق لكني اكتشفت ذلك بعد فوات الأوان.
س: متى اتخذت قرار التحول من النصرانية للإسلام ؟
في الجامعة…تراجع مستواي الدراسي كثيرا وأصبحت لا أذهب للدراسة إلا قليلا وشعرت بالكسل الشديد.
قد كنت فيما سبق أشاهد مرات عديدة القنوات المسيحية مثل سات سبعة وقناة معجزة.
وفي أحد الأيام قررت أن اتصل بهم دون سابق إنذار. هكذا فقط. قررت الاتصال بما يعرف بمركز المشورة في الجزائر.
فقلت له أني أريد معرفة المزيد عن النصرانية وربما أصبح مسيحيا وأني اقتنعت بهذا الدين منذ زمن لكن أريد فقط من يرشدني ليكون ذلك رسمياً.
وقلت له أني في عنابة في ذلك الوقت…فأخبرني أنه سوف يعيد الاتصال.
وفعلاً تمّ ذلك والتقيت به من الغد لتبدأ مرحلة غرقي في وحل النصرانية.
س: هل أثناك أحد عمّا أقدمت عليه؟
لم يشجعني أحد وفي نفس الوقت لم يمنعني أو ينصحني أحد…لكنني وجدت عند قس عنابة الأمان والمحبة التي جعلتني مطمئناً واعتقدت أني في الطريق الصواب.
س: كيف كانت خطواتك الأولى كنصراني؟
في بداية الأمر كان إحساسي خليطاً من أني وجدت من يدعمني ويحبني وأن هناك من يفكر في..ومن ناحية أخرى أحسست أن مستقبلي سيكون أفضل وربما أساعد أسرتي أو يكون لي شأن في المستقبل.
فكرت بأني ربما وجدت ما أتميز به وأن هذا شيء رائع..ربما تلك تملك الجمال وذاك يملك المال..لكني مسيحي في وسطهم أي أكثر بريقا منهم..كان هذا التفكير الساذج هو ما جعلني أدخل دوامة كبرى لمدة ثلاثة أشهر وأنا على هذه الحال أصلي مع الإخوة وأتعلم المزيد عن المسيحية وعن نظرية الفداء والصلب والحياة الأبدية الموعود بها كل من يؤمن بيسوع المسيح مخلصاً ورباً وراعياً.
حتى جاءت الفرصة لقس عنابة أن يخبرني بالمعمودية وأنه فعل لابد منه كي أصبح مسيحياً رغم أنه يبقى أمراً ثانوياً حسب تعبيره. وصارحني أنني أول من يتعمد عنده بهذه السرعة نظرا لأنه لمح فيَّ إيمانا ويقينا قويين وأيضا لأن زوجته زودها الروح القدس بروح التمييز بين الأرواح فرأت روحي نقية حسب ما يقولون ويؤمنون.
بالفعل جاء ذلك اليوم المشؤوم، وغطست في حمام بيته كالأبله بعد أن لقنني هذه الكلمات…”أؤمن بأن السيّد يسوع المسيح هو مخلصي الوحيد وهو الرب الذي تجسد وكان بيننا وصلب ومات وقام في اليوم الثالث لتغفر خطايا كل من يؤمن به وتكون له الحياة الأبدية”…وجعلني داخل الماء بسم الأب والابن وروح القدس، وخرجت بعدها كأني مولود من جديد –حسب ما يؤمنون- وقد كان الشهود علي أربعة.
وبعد حفلة صغيرة أطلقوني لأذهب.
س: ما هي الشبه التي كانوا يثيرونها معك كمتنصر جديد؟
الشبه كثيرة…فيما يتعلق بالسلام والنصرانية على حد سواء فهم لا يقرؤون كتبهم بل يجعلون كل النصرانية دين محبة وأخوة وسلام، وبأن الله عندهم واحد والأقانيم ثلاثة وبذلك يجعلون المتنصر الجديد لا يشعر في بداية الأمر أنه بدل دينه…أما عن الإسلام فيستغلون جهل المتنصرين به ليبثوا سمومهم في الأحاديث الشريفة والآيات الكريمة من كذب وتلفيق.
س: كم بقيت على هذا الحال؟
بقيت حوالي خمس سنوات من 2009 إلى نهاية 2013.
س: متى رجعت إلى عقلك وبدأت تشعر بخداعهم، وانطلقت في البحث عن الحقيقة؟
حدث هذا في الكنيسة البروتستانتية في ورقلة حيث خدمت هناك ما يقارب الأربعة أشهر…كنت أحس أني أسمع صوت أجراس الكنيسة وصوت الأذان في نفس الوقت وكان هذا يحدث في داخلي.. وكثيرا ما أغلقت باب الكنيسة واتجهت إلى الصليب وصليت.
ثم أنزع حذائي وأتوضأ واتجه إلى القبلة وأصلي ركعتين…لكن الدعاء كان مشتركا للرب الواحد أن نجني إن كنت تحبني..أن ارحم عبدك وفرج كربتي ..أن بين لي الطريق الصواب وكن معي..أن اعطف علي يا عطوف .. أن ارحمني يا قدوس.. أن فهمني ولا تجعل قلبي قاسيا..أن علمني ولا تحرمني..أن ارحمني واغفر لي..أن لا تتركني وحدي..أن لا تغيب عقلي..أن أعطني حلاوة الإيمان.. أن ارحم ضعفي وخوفي.. أن ..أن ..
لم أعد أتحمل البقاء أكثر في الكنيسة. وذلك راجع إلى ملاحظاتي عن المؤمنين هناك من ناحية..حيث لم أكن أرى الإيمان الحقيقي في أغلبهم بل أرى كراهية الإسلام. لم أر تلك المحبة التي يتكلمون عنها وذلك الرابط الأخوي بينهم.
وقد رأيت ذلك بأم عيني وعلمت من تصرفاتهم وأقوالهم.
ومن ناحية أخرى فإن تعمقي في قراءة الكتاب المقدس وتفسيره ومطالعة العديد من الكتب المسيحية – حيث كنت أقرؤها وألخصها وأقدم تقريرا عنها — أدى إلى زعزعة إيماني بالمسيحية..لقد خفت على إيماني وأردت التمسك بالشيء الوحيد الذي أملكه..رغم شكوكي واطلاعي وتأكدي ..لكن نفسي فضلت المعاندة ولم أصدق أنني على خطأ فأردت الراحة والابتعاد لهذه الأسباب وأسباب أخرى لا تحضرني الآن قررت ترك الكنيسة.
س: متى كان قرار العودة إلى الصواب وإلى رحاب الإسلام؟
في العاصمة..من شهر أكتوبر 2013..اتجهت نحو الجمعية البروتستانتية في شارع رضا حوحو إلى قس العاصمة والذي التقيته لأول مرة فلم يسبق لي الذهاب إلى الكنيسة في العاصمة فتعرفت به وتعرف بي. وأخبرته أنني لا أستطيع العودة إلى المنزل من دون عمل وإني يجب أن أعود رافعا رأسي وأنه يستحيل أن أبقى هكذا ويجب عليه مساعدتي ..للتو وجهني إلى مقاول لبناني قال لي أنه يساعد المسيحيين الجزائريين خاصة الذين لا يملكون عملا وأنه يعمل معه الآن متنصرون من تيزي وزو ستكون معهم..وبالفعل التقيت السيد وأخبرني أني سأعمل كمراقب في مشروعه السكني حتى يجد لي عملا يناسبني وبأجر أعلى بعد أن يتصل بمعارفه..وهناك بقيت ثلاثة أيام مع مسيحيين كنت ثالثهم..وكانت تلك الأيام الثلاث كافية لأقوم من بين الأموات.
بقيت ثلاثة أيام مع الأخوين النصرانيين هناك في العاصمة..وتعلمت في هذه الأيام ما لم أره طوال الخمس سنوات بل مدة حياتي كلها..تعلمت معنى الحب والخوف..شرح الله صدري وأنار لي الطريق أن أنظر.. والحمد لله ربي وهو على كل شيء قدير..كنت مع هذين السكيرين في غرفة واحدة في المشروع السكني لا أبواب لها ولا نوافذ، فاخترت مكانا لأنام فيه وأرتاح من اليوم المتعب في العمل.
أما هما فكانا يسكران حتى وقت متأخر من الليل لأن دينهما لا يحرم ذلك…وأنا جالس على الأرض والبرد ينخر عظامي أنظر إليهما وأتفكر في حالهما…
في اليوم الأول تعلمت معنى الحب..علمت أن حب الله في إتباعه والطاعة له والابتعاد عن المعاصي وما نهى عنه رسوله الكريم.
فجعل علامة المحبة الإتباع، وثمرة الإتباع محبة الله -عزّ وجل- للعبد. قال تعالى :{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}.
فهمت أن المحبة الحقيقية هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله -عز وجل-، وقاية بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، هي أن يطاع الله فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، هي أن تعمل بطاعة الله عل نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف من عقاب الله، هي ترك ما تهوى لما تخشى، هي ترك الذنوب صغيرها وكبيرها، قال تعالى:{إن الله يحب المتقّين}.
المحبة الحقيقية هي الصبر على طاعة الله سبحانه، والصبر على معاصيه، والصبر على أقداره المؤلمة.
قال تعالى:{والله يحب الصابرين}.
تعلمت أن الله ليس أبا أو صديقا أخاطبه وأعاتبه كما يفعلون ..تعلمت أنه ربي وإلهي والقادر على كل شيء..فهمت أني عبده وابن عبده وابن أمته..علمت أنني أنا العبد وهو الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم..الذي لم يمت ولم يقم من بين الأموات وأنه لا يموت، ونزع الله من قلبي في اليوم الأول هناك الكبر والكبرياء وعلمني أنه هو القوي الجبار المتكبر..لا اله إلا هو..وأبعد عني حب شخص ما يدعونه يسوع كما صورته المسيحية ذلك الذي هلك على يد قومه فمات وقام وأحبهم كما يكذبون.
جاءت الليلة الثانية وكالعادة كانوا يسكرون وأنا أنظر ونفسي تعاف رائحتهم وأقوالهم وهم لا يشعرون.. تعلمت في الليلة الثانية معنى الخوف من الله..فهمت أن الخوف هو الذي يهيج في القلب نار الخشية التي تدفع الإنسان إلى الطاعة والابتعاد عن المعصية، فهمت أنه إذا زاد الإيمان في قلب المؤمن لم يعد يستحضر في قلبه إلا الخوف من الله ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف..وعلمت أن الخوف يحجز عن المعاصي والمحرمات فلا يأكل مالا حراما ولا يشهد زورا، ولا يحلف كاذبا، ولا يخلف وعدا ولا يخون عهدا ولا يغش في المعاملة ولا يخون شريكه ولا يمشي بالنميمة، ولا يغتاب الناس ولا يترك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يزني ولا يتشبه بالكفرة ولا يتعاطى محرما ولا يشرب المسكرات ولا المخدرات، ولا يضيع أوقاته في اللهو والغفلة بل تجده يشمر عن ساعد الجد يستغل وقته كله في طاعة الله.
وبدون الخوف لا يصلح قلب ولا تصلح حياة ولا تستقيم نفس ولا يهذب سلوك، وإلا فما الذي يحجز النفس البشرية عن ارتكاب المحرمات من زنى وبغي وظلم وركون إلى الدنيا غير الخوف من الله، وما الذي يهدئ فيها هيجان الرغائب وسعار الشهوات وجنون المطامع؟وما الذي يثبت النفس في المعركة بين الحق والباطل وبين الخير والشر؟
وما الذي يدفع الإنسان إلى تقوى الله في السر والعلن سوى خوف الله، فلا شيء يثبت الإيمان عند العبد إلا اليقين في الآخرة والإيمان بها والخشية والخوف مما أعده الله من العذاب المقيم لمن خالف أمره وعصاه، فتذكرت الآخرة وبكيت أمامهم وهم سكارى لا يشعرون ولا يؤنسون ولا يفهمون ..ربي إني أقررت بذنبي فلا تجعلني من الخاسرين.
ثم الليلة الثالثة وهم على عهدهم في الشرب يسرفون..فهمت معنى الإيمان وتجمع قلبي الذي كان منقسما إلى ثلاث ما بين ابن وأب وروح .. ليصبح قطعة واحدة توحد الله الأحد الفرد الصمد..الذي لم يلد ولم يولد..ولم يكن له كفؤا أحد..فرح قلبي بالنور.. وأحسست بطعم التوبة إلى الله وعاهدت أن أقلع عن معصيتي ولا أعود لهذا الكفر والمرض..وشكرت الله كثيرا على نعمته الكبرى وبت أنطق الشهادة وهم غافلون.. قال تعالى:{إن الله يحب التوابين}.
بت تلك الليلة مستيقظا وأنا أتذكر ذنبي وأدعو الله أن يغفر لي..طوال الخمس سنوات وهم يحاولون ونفسي تحاول أن تلغي التوحيد من قلبي وتضع الكفر مكان الإيمان..طوال الخمس سنوات وهم يحاولون ونفسي تحاول أن تقتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلبي وعقلي وأخلاقي واليوم أنا مشتاق لك يا رسول الله..يا حبيبي يا رسول الله..اللهم اغفر لي إني كنت من الضالين..يا رب إني كنت من الظالمين..أذن أذان الفجر من المسجد المجاور للمشروع السكني لليوم الثالث فنطقت معه الشهادة..أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
س: كيف استقبلك المسلمون؟
استقبلني المسلمون بالتهنئة والترحاب لكنهم نسوا مع الزمن القضية الجوهرية وهي مواجهة التنصير في الجزائر وخاصة أن المد التنصيري الآن قد اتسع إلى جميع ربوع الوطن وإلى الصحراء خاصة.
س: ما هي الأمور التي تنوي فعلها للتحذير من المنصرين وكشف أباطيلهم؟
الحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام..بما أنهم يعتمدون في إيصال سمومهم عبر الإعلام فكان منطقيا أن أحاول مواجهتهم عبر الإعلام من خلال إيصال رسالتي إلى هؤلاء النصارى، ومن جهة أخرى لدفع المهتمين من المسلمين سواء حكومة أو جمعيات لتنظر إلى هذا الخطر المستفحل وليس من سمع كمن رأى..والحمد لله هناك من عاد للإسلام بعد قراءته للقصة أو مشاهدتهم لها عبر التلفزيون..والحمد لله وحده على هدايتهم.
ووجب إنشاء الجمعيات التي تقوم بنشر الدعوة إلى الإسلام وبيان معانيه، واستحصال الإذن القانوني اللازم لإنشاء هذه الجمعيات، وأن تدعو العلماء المخلصين للانتساب إلى هذه الجمعيات، ودعوة الأغنياء من التجار وغيرهم لدعم هذه الجمعيات.
ولأن المسلمين أمة تحمل رسالة الإسلام ونشرها في العالم وبهذا يكون المسلمون شهداء على الناس في وصول الدعوة الإسلامية إليهم، قال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً[البقرة:143].
فلا يجوز أن نقف متفرجين أمام ما يحدث فلابد من القيام بالدعوة إلى الله لصد هذه الهجمة التنصيرية ولإدخال العالم في دينهم الحق الإسلام، فيجب على كل فرد مسلم أن يقدم ما يستطيع من جهود في مجال الدعوة إلى الإسلام وذلك باستخدام الأساليب المباحة لنا، لا أن نقابل ما يستخدمه النصارى من أساليب غير نزيهة بمثلها بل لابد أن تكون أساليب دعوتنا في الإطار المسموح به شرعاً مهما كانت قوة الحملات التنصيرية ومهما اتخذت من أساليب ممنوعة .
س: بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟
إلى المسلمين في الجزائر..والله إن عيني لتدمع وقلبي ليرتجف وأنا أكتب هذه الكلمات.
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة..أنا أعتبر الآن عند النصارى خاطئاً خارجاً عن ملتهم والحمد لله.
وهم يتصلون بي ويرسلون إلي أن عد..وهم يعلمون أني لن أعود بإذن الله.
هناك قسيس في البرازيل سار من أجلي بسيارته مائتي ميل من المدينة التي يسكنها إلى عاصمة البرازيل من أجل أن يلاقي سفيرها في الجزائر..حتى أنه وجد لي فرصة كي أكمل دراستي في الدكتوراه هناك ظنا منه أني عدت للإسلام بسبب الاضطهاد ويرفع الصلاة في كنيسته من أجل أن أعود إلى الظلام.
رغم أنه لا يعرفني شخصيا..وقسيس في فرنسا يصلي ويأمر رعيته أن تصلي من أجلي ويدعوني إلى بلاده ظنا منه أني أريد الهروب وأنه تم غصبي على الإسلام..قساوسة ونصارى الجزائر يهاتفونني ويصلون من أجلي كما يقولون في جميع كنائس الجزائر وربما يحضرون لزيارتي هنا حيث أسكن إن تطلب الأمر ذلك.
وهذا ما يفعلون..
ما أردت من هذا إلا أن أسألكم..أين أنتم من أبنائكم وإخوانكم الذين يتنصرون!.
أين أنتم من إخوانكم الدين سيغطسونهم الجمعة القادمة في مياه الشيطان!
أين أنتم من إخوانكم في سكيكدة وسدراتة وتيزي وزو وبجاية وواد سوف ومستغانم ووهران!.
الحمد لله اليوم على نعمة الإسلام والتوحيد..أنا اليوم في غنى عنكم. ولا أحتاج إلاّ الله ولا اشتهي إلاّ رحمة ربي..تنصرت لأنكم لم تحبوني وأسلمت لأنّ الله يحبني..أين كنتم في الوقت الذي كنت فيه تائها وضالاً..كنتم تسبون وتضربون وتكفرون وتهددون!.
إلى الأمة الناجية..إلى أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-..إلى أتباع الصحابة -رضوان الله عليهم-..إلى أتباع السلف الصالح..إلى المسلمين .
أنا لا ألومكم بل ألوم نفسي الأمارة بالسوء..لكني أدعوكم إلى لوم أنفسكم على ضياع إخوانكم..
أدعوكم إلى معرفة الأسباب والدخول إلى الباب الشباب..أدعوكم أن تكونوا صادقين مع أنفسكم..أن تحللوا الواقع وتعرفوا الحلول ..أدعوكم إلى محبة إخوانكم..وأن لا تتخلوا عنهم الآن حتى لا تندموا غدا.
أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته إلى تحقيق مبدأ التكافل والإيثار، فقال: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، فبيّن أن من أهم عوامل رسوخ الإيمان في القلب، أن يحب الإنسان للآخرين حصول الخير الذي يحبه لنفسه، من حلول النعم وزوال النقم، وبذلك يكمل الإيمان في القلب.
هم يهربون إلى النصرانية كرها لما يعتقدون أنه حقيقة الإسلام وأنتم صورته عندهم..إخوانكم يحتاجونكم وقلوبهم مريضة تحتاج للعلاج بالنصيحة والمحبة ونور الإسلام. فكما تحبون أن تكونوا مسلمين..وكما تحبون أن تكونوا ناجين..فاذهبوا إليهم..وكونوا يد الله التي تنجيهم بإذنه تعالى.
قال تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ، وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[سورة النحل : 125: 128] صدق الله العظيم.