الرئيسية / خطب جزائرية / نعمة الله على عباده بإنزال الغيث من السماء- الأستاذ الدكتور مسعود فلوسي

نعمة الله على عباده بإنزال الغيث من السماء- الأستاذ الدكتور مسعود فلوسي

Print Friendly, PDF & Email

الحمد لله، ثم الحمد لله، الحمد لله الممتن على عباده بنعمه، القائل في محكم كتابه: ((أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ. أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ. لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً [شديد الملوحة]فَلَوْلا تَشْكُرُونَ)) [الواقعة:68-70].

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا ومرشدنا، محمدا عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وحبيبُه، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين، ولم ينتقل إلى الرفيق الأعلى حتى ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على هذا الرسول الكريم والنبيِّ الناصح الأمين، وعلى آله الطاهرين وأصحابه الغُرِّ الميامين، والتابعين، ومن تبعهم واقتفى أثرهم وسلك سبيلهم واهتدى بهديهم بإحسان، إلى يوم الدين.

وأوصيكم، عبادَ الله ونفسي، بتقوى الله عز وجل، فتقوى الله هي طريقُ النجاة والسلامة وسبيلُ الفوز والكرامة، قال ربنا العظيم سبحانه وتعالى: ((يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأرْضَ فِرَاشًا وَٱلسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرٰتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)) [البقرة: 21، 22].

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون الكرام..

من النِّعَمِ العظيمة التي يُنعِمُ بها الرَّبُّ جَلَّ جلالُه على عباده؛ نعمةُ إنزال الماء من السماء.. فإنزال الغيث نعمة من أعظم وأجَلِّ نِعَمِ الله عز وجل، كيف لا وقد أشاد سبحانه وتعالى بها في كتابه وذكرها في سياق الامتنان على عباده؟! فقال جل جلاله: ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ)) [السجدة: 27].

ومما يدل على عِظَمِ قَدْرِ هذه النعمة؛ أن الله عز وجل سماها (الغيث)، وجعلها مظهرا من مظاهر رحمته بمخلوقاته، يقول سبحانه: ((وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ)) [الشورى: 28].

ويقول عز من قائل: ((أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَـٰهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَاء كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)) [الأنبياء: 30].

قال ابن عباس رضي الله عنه: “كانت السماوات رتقا لا تُمْطِرُ، وكانت الأرض رتقا لا تُنْبِتُ، فلما خلق للأرض أهلا فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات”.

ومما يدل على عِظَم نعمة الغيث كذلك؛ الأوصافُ التي وصفه الله عز وجل بها في كتابه، فأحيانا يصفه بالبركة، وأحيانا يصفه بالطُّهْر، وأحيانا بأنه سبب للحياة، ونحو هذا من الصفات التي لا تليق إلا بهذه النعمة العظيمة.

يقول سبحانه: ((وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء مُّبَـٰرَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّـٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ)) [ق: 9].

ويقول تعالى: ((وَهُوَ ٱلَّذِى أَرْسَلَ ٱلرّيَـٰحَ بُشْرَى بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء طَهُورًا)) [الفرقان: 48].

ويقول عز وجل: ((وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَاء مَآء فَأَحْيَا بِهِ ٱلأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)) [النحل: 65].

أيها الإخوة الأحبة..

إن المؤمنَ المستبصِرَ يتأمل ويتدبر دائما في مخلوقات الله، ويتخذ من كل حركة وسكون في هذا الكوْن آية تدل على عظمته سبحانه وتعالى وقوّته وقدْرَته وكرَمِه وفضله.

قال الله عز وجل: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)) [البقرة:164].

وفي نزول الغيث عِبَرٌ وآياتٌ عظيمةٌ ذكرها الله في كتابه العزيز، فينبغي أن نعتبر بها حق الاعتبار، ونأخذ منها ما تنطوي عليه من موعظة وذكرى.

من هذه العبر والآيات؛ ما جاء في قوله تعالى: ((وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) [الأعراف:57].

ففي إنزال الغيث دليل ومثال على قدرة الله العظيمة، يتجلى ذلك في إنشائه سبحانه للسحب بعدما كانت ماءً يتبخر، فتتراكم وتتجمع على أشكال مختلفة، ثم تأتي الرياح بأمره فتسوقها إلى بلد بعينه دون بلد آخر، وإلى مكان محدد دون مكان آخر، فينزل الغيث بقدْرٍ معلوم وفي أوقات معلومة، ((ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)).

ومن آياته سبحانه وتعالى في إنزال الغيث؛ إحياؤه الأرض بعد موتها، فنرى الأرضَ جرداءَ قاحلة قد تشققت، ونال منها القحط وجفت، وعجز عن إصلاحها الناس، ويئس منها الزراع، وبينما هي كذلك ينزلُ اللهُ عليها غيثَه فإذا بها تهتز وتخضر، قال الله تعالى:((وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)) [الحج: 5].

ومن الآيات والعبر في نزول الغيث؛ أنه دليل واضح على قدرته سبحانه على إحياء الموتى وإثبات البعث والنشور، فالذي يحيي الأرض بعد موتها بالغيث قادر على إحياء الموتى بعد مفارقتهم للحياة، قال تعالى:((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [فصلت: 39].

وقال سبحانه: ((وَالَّذِي نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ)) [الزخرف:11]، أي: كذلك خروجكم من قبوركم بعد موتكم، فالذي أحيى الأرض بعد موتها قادر على بعثكم بعد موتكم.

أيها المؤمنون..

إننا ـ والله ـ بحاجة لحمد الله وشكره عز وجل في كل وقت وفي كل حين، وعلى كل نعمة ينعم بها سبحانه وتعالى علينا، وخاصة في هذه الأيام، فقد سقى البلاد والعباد، وأنزل هذا الماء الذي جعله سبب حياتنا، فمنه نشرب، ومنه نسقي، ومنه وبسببه تنمو الزروع وتدر الضروع بإذن الله تعالى.. فلنشكر الله يا عباد الله، نشكره على هذه النعمة التي خصنا بها وأنزلها رحمة بنا، وليكن شكرنا شكرا حقيقيا، فنشكره بألسنتنا، ونشكره بأعمالنا.

ولنحذر من كفران النعم، فإن النعم إذا شُكِرَت زادت ودامت ونفع الله بها، أما إذا كُفِرَت فإنها تزول وتحول، قال عز من قائل: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)) [إبراهيم: 7].

فاللهم لك الحمد والشكر على آلائك العظيمة التي لا تعد وعلى نعمك الكثيرة التي لا تحصى، فلو شئتَ، يا ربنا، لجعلتَ ماءَنا مالحا أجاجا، ولكن رحمتك أدْرَكَتْنَا فجعلته عَذْباً زُلالاً، فلك الحمد ولك الشكر يا ربنا، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل, وأفاض عليهم من كل نعمة، وكتب على نفسه الرحمة، فقال سبحانه: ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)) [الأعراف: 156], والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد الغُرّ الميامين محمدٍ صلواتُ ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون..

إن سبب تأخرِ نزولِ الغيث وانقطاعِه هو الذنوب والمعاصي التي يقترفها العباد، فقد أخرج ابن ماجة في سننه وأحمد في المسند والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر المهاجرين: أعيذكم بالله أن تدركوا خمساً:

ما ظهرت الفاحشة في قوم فأعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن فيمن مضوا من أسلافهم.

ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وعسف السلطان ونقص المؤونة.

ولا نقض قوم عهد الله وميثاقه إلا سلط الله عليهم عدواً من سواهم فأخذ بعض ما في أيديهم.

وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يُمطروا. وما حكمت أئمتهم بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم).

فقد بيَّنَ هذا الحديث الشريف أن معصيتين اثنتين تشكلان سببين بارزين للجفاف ومنع نزول الغيث من السماء، هما: التطفيف في الكيل والميزان، والامتناع عن أداء الزكاة.

فإذا ما أقلع الناس عن المعاصي، وعن هاتين المعصيتين خاصة، رجوا من الله تعالى الرحمة ونزول الغيث, وذلك ما وعد به سبحانه وتعالى عباده، فقال عز وجل على لسان نبيه هود عليه السلام وهو يخاطب قومه: ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)) [هود: 52].

وقال تعالى على لسان نبيه نوح عليه السلام وهو يخاطب قومه: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا. مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا)) [نوح: 10-13].

فمن أسباب نزول الغيث من السماء، إخوة الإيمان؛ أن نستغفر الله سبحانه وتعالى وأن نتوب إليه, وأن نتضرع إليه أفرادًا وجماعات، إذ هو القائل في محكم كتابه: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ. فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الأنعام: 42، 43].

السبيل إلى أن تحل بنا رحمة الله عز وجل وتنزل علينا بركاته؛ أن نقلع عن المعاصي ونتواصى بتركها والبُعد عنها، ونستغفر الله عز وجل مما اقترفناه منها، ونعزم على عدم العودة إليها.

فالاستغفار إنما يكون بالقول والعمل معا، أما القول وحده الذي لا يصدقه العمل فهو كذب على الله وخداع للنفس.

ولا يكفي مجرد التوبة والاستغفار، بل لابد من التنافس في فعل الحسنات، والتعاون على الصالحات، والسعي في انتشار الخير وانحسار المنكرات.

فلنرجع إلى الله عز وجل بالتجرد لطاعته والقيام بحقوقه، ولنؤد الحقوق التي لبعضنا على بعض. ولنحسن إلى الضعفاء والمساكين والمحتاجين.

ولنكثر من الصدقات وعمل الصالحات.

ولنترك التشاحن والتباغض والتهاجر والتقاطع. ولنحرص على مداومة الاستغفار، بقلوب يقظة حاضرة معترفة بالذنوب، مقرة بالتقصير والعيوب.

ولنُدِمِ التضرع إلى ربنا عز وجل أن يرفع عنا مقته وغضبه، وينزل علينا غيثه وبركته ورحمته.

ألا وصلوا وسلموا، رحمكم الله، على خير الخلق محمد بن عبد الله، امتثالا لأمر ربكم العظيم في قوله الكريم: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)).

اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الاستغفار والتوبة، كما نسأله عز وجل أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه من القول والعمل، إنه على كل شيء قدير.

اللهم إنا نسألك أن تجعل ما سقيتنا من غيثً هنيئًا مريئًا غَدَقًا, نعمة لنا لا نقمةً علينا, اللهم إنا نسألك أن تنفع به العباد والبلاد..

اللهم أعطنا ولا تمنعنا، وزدنا ولا تنقصنا، وأعنا ولا تعن علينا.

اللهم إنا نسألك أن ترحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، وأن تعفو عنا وتهدينا سبل السلام، وأن ترد المسلمين إلى دينك ردا جميلا.

اللهم إنا نسألك أن تغير أحوالنا إلى أحسن حال، اللهم إنا ضعفاء فقوّنا, أقوياء بك فأعزّنا, اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا..

اللهم إنّا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

اللهم أيقظنا من رقدة الغافلين، وأغثنا بالإيمان واليقين، واجعلنا من عبادك الصالحين، وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنّا نسألك أن تهدي عبادك المسلمين إلى ترك كبائر الذنوب من الربا والزنا والسرقة وشرب الخمر وسائر المعاصي والمنكرات, اللهم إنّا نسألك أن ترفع عنّا المعاصي كلها كبيرها وصغيرها، ظاهرها وباطنها, إنك على كل شيء قدير.

وصلِّ اللهُمَّ وسَلِّمْ وبارِكْ على عبدك ونبيك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

آمين، آمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

((وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ))[العنكبوت: 45].

عن عمار رقبة الشرفي

- مجاز في القراءات العشر المتواترة من طريق الشاطبية والدرة. - مجاز في الكتب التسعة بالسند المتصل وبعدد من كتب الحديث الشريف. - شهادة تخرّج في العلوم الشّرعية والعربية من معهد بدرالدّين الحسني بدمشق. - شهادة الدّورة التّأهيليّة للدّعاة. - إجازة تخرج (ليسانس) من معهد الدّعوة الجامعي (فرع دمشق) في الدراسات الإسلاميّة والعربيّة. - ديبلوم ماجيستير في الفقه المقارن (تحقيق جزء من كتاب عيون الأدلّة - للقاضي أبي الحسن علي بن أحمد المالكي البغدادي المعروف بابن القصار (ت :398هـ - 1008م- قسم المعاملات. - مؤسس ومدير معهد اقرأ للقرآن وعلومه، باب الزوار- الجزائر العاصمة http://iqraadz.com/ - المؤسس والمشرف العام على موقع المكتبة الجزائرية الشّاملة http://www.shamela-dz.net/

شاهد أيضاً

في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – الدكتور مسعود فلوسي

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستهديه ونسترشده، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *