مقدمة:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد الذي علمه ربه القرآن الكريم؛ فعلمه لأصحابه -رضوان الله عليهم-، وتوالى حفظه عنهم جيلاً بعد جيل إلى وقتنا هذا.
وأشهد أن لا إله إلا الله الذي أوحى لعبده ونبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- قرآناً تكفل بحفظه بذاته سبحانه فقال : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر:09] ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله رغبنا في حفظ القرآن وتعليمه؛ فقال : « خيركم من تعلم القرآن وعلمه »[1] ، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وخطاه إلى يوم الدين .
أما بعد: فإن الاهتمام بكتاب الله تعالى حفظا وتعاهدا لحروفه وطرائقِ أدائه كان من سمات أهل الجزائر على مر الحقب التاريخية التي توالت عليها، وقد برزت قراءة إمام أهل المدينة بروزا لا تدانيه قراءة أخرى، مما أكسبها نوعا من المرجعية في هذه البلاد، كان له الأثر الإيجابي على وحدة الأمة في وحدة قرائتها زيادة على وحدة مذهبها الفقهي الذي عزز من هيمنة قراءة نافع على المنطقة المغاربية عموما، وكان لعلماء الجزائر أيضا دور مهم في خدمة القراءة وإثرائها بالتآليف المرتبطة بها والخادمة لها، ويدرس هذا البحث المراحل التاريخية التي مرت بها القراءة وما لها من تأثيرات تحت العنوان الآتي: تاريخ قراءة نافع في الجزائر.
وإن لنا في دراسة تاريخِ تَمَكُّنِ قراءة نافع على أهل هذه البلاد لكشفاً عن جوانب مهمة في جهود الحركة العلمية بالجزائر في خدمة القراءات عموما وقراءة نافع خصوصا، كما تحيلنا على دورها في ضبط معالم المدرسة الإقرائية بالجزائر خصوصا في ظل التنكر الحاصل لدورها التاريخي، الذي ساهمت فيه عوامل الاستعمار، والضعف الطارئ على نشاط المدارس المرجعية الكبرى في الجزائر المهتمة بالإقراء.
وهو ما يحاول البحث أن يكشف عنه من خلال رصد العوامل التي ساهمت في تثبيت القراءة في الجزائر، وبالتالي السير على هذا النهج للحفاظ على قراءة نافع في الجزائر.
تمهيد: ترجمة الإمام نافع
ولادته ونشأته:
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني، ولد سنة 70هـ بالمدينة وبها نشأ، وأصله من أصفهان.
يكنى: أبا الحسن وأبا عبد الله وأبا نعيم وأبا عبد الرحمن، وأشهر كنية له هي: أبو رويم، وهي تصغير ريم، وهو الغزال[2].
سُبي جده أبو نعيم غداة الفتح لبلاده فارس، وكان فتح مدينة أصبهان التي ينتمي إليها على يد أبي موسى الأشعري في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ[3]، وأسلم على يد بيت من بني ليث[4]، وبذلك ارتبط بيت نافع ببني ليث برباط الولاء؛ فنسب إليهم.
صفته و مناقبه:
كان رحمه الله رجلا أسود حالكا، صبيح الوجه ذا دعابة، وكان طيب أخلاق.
وكان نافع عالما بوجوه القراءات والعربية، فهو إمام دار الهجرة في القراءة بعد أبي جعفر، و كان إذا تكلم يُشَمُّ من فيه رائحة المسك، فقيل له: أتتطيب كلما جلست للإقراء؟ فقال: لا أمس طيبا، ولكني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام يقرأ في فِيَّ، فمن ذلك الوقت أشم من فيَّ هذه الرائحة.
قال قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقا، ومن أحسن الناس قراءة، وكان زاهدا جوادا، صلى في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ستين سنة. [5]
وقال سعيد بن منصور: سمعت مالكا يقول: قراءة أهل المدينة سُنَّة ، قيل له: قراءة نافع، قال نعم. و قال: نافع إمام الناس في القراءة[6].
طبله للعلم وشيوخه:
كان الإمام نافع ممن أكثروا الأخذ عن الشيوخ، حتى ذكروا عنه أنه أخذ عن سبعين من التابعين[7]، ويعتبر الإمام أبو جعفر يزيد بن القعقاع[8] المدني أول المن التقى بهم الإمام نافع من أهل القراءة.
ومن أهم شيوخه أيضا: شيبة بن نصاح القاضي[9]، وعبد الرحمن بن هرمز[10]، ومسلم بن جندب[11].
تولى الإمام نافع مشيخة الإقراء بالمدينة بعد هؤلاء، وإمامة مسجد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-مدة ستين سنة، وتوفي سنة:169ه.
وكان ممن أخذ عنه القراءة خلق كثير، برز منهم أعلام:
–قالون: تولى خلافته على إمامة الإقراء بالمدينة من بعده ربيبه ابن زوجته، حيث نشأ في بيته وهو عيسى بن مينا المعروف بقالون[12]، الذي ذكر أنه كان “يقرئه قراءة الفراش: يعني الدار”[13].
لزم قالونُ نافعاً خمسين سنة[14]، وهو دليل على شدة متابعته له، وقد سئل أيضا كم قرأت على نافع؟ فقال:” ما لا أحصيه كثرة، إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة”[15].
–ورش: هو أبو سعيد، وأبو عمرو، عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو، مولى آل الزبير.
قيل: ولد سنة عشر ومئة، شيخ القراء المحققين، وإمام أهل الأداء المرتلين، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه.
ولد سنة عشر ومائة بمصر، ورحل إلى نافع ابن أبي نعيم، فعرض عليه القرآن عدة ختمات في سنة خمس وخمسين ومائة[16].
جَوَّدَ ختماتٍ على نافع، ولقبه نافع بورش لشدة بياضه، والورش: لبن يصنع.
وقيل: لقبه بطائر اسمه ورشان، ثم خفف، فكان لا يكرهه. ويقول: نافع أستاذي سماني به[17].
تلا عليه: أحمد بن صالح الحافظ، وداود بن أبي طيبة، ويوسف الأزرق، وعبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، ويونس بن عبد الأعلى، وعدد كثير.
وكان جَيِّدَ القراءة، حسن الصوت، لا يمله سامعه. ومات بمصر في سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة..[18]
وقال النحاس: قال لي أبو يعقوب الأزرق: إن ورشاً لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ يسمى مقرأ ورش، قلت: يعني مما قرأ به على نافع[19].
وقد انتشرت قراءة الإمام نافع من رواية الإمام ورش، وأصبحت القراءة المتعارف عليها في المساجد، والتي يُنشؤ عليها الصبيان في حفظهم للقرآن، والقراء في قيامهم بالناس.
المطلب الأول: قراءة نافع في الجزائر.
إن البحث في الجانب التاريخي لدخول القراءة واستقرارها في منطقة معينة، تفرض علينا فهم العناصر المؤثرة في تلك المناطق، بما في ذلك التأثير على الاتجاه العلمي.
وبالنسبة للجزائر فإنها لم تكن بمنأى عن تلك الحركة العلمية في شمال إفريقيا وامتداداتها إلى الأندلس؛ فالنشاط العلمي السائد كان مشتركا إلى حد بعيد، وهو ما يتجلى في المذهب الفقهي والقراءة.
ولا شك أن أول ملاحظة يمكن أن يلاحظها المتتبع لتاريخ الأندلس منذ أول الفتح وخلال عصر الولاة الذي امتد إلى أواخر العقد الرابع من المائة الثانية، هي التبعية لما هو سائد في بلاد الشام، وهيمنة العناصر الشامية على الحياة، وذلك أمر طبيعي لما نعلمه من تبعية سياسية لهذه المناطق للخلافة بالشام، لأن فتحها كان على أيديهم، ولذلك لم يكد ينتهي الفتح حتى امتلأت الأندلس بالشاميين.
وبذلك دخلت قراءة ابن عامر لمنطقة شمال إفريقيا بعد الفتح الإسلامي؛ فكانت أولَّ القراءات انتشارا على يد الدعاة الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز، وبخاصة إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر[20]، الذي أسلم على يديه عامة أهل البربر[21].
قال المقري في نفح الطيب: « واعلم أن أهل الأندلس كانوا في القديم على مذهب الأوزاعي وأهل الشام منذ أول الفتح »[22].
واستمر المغاربة والأندلسيون يُقرءون القرآن الكريم برواية هشام عن ابن عامر ما يزيد على القرن[23].
ثم في المئة الثانية، انتشرت في القيروان قراءة حمزة على يد المقرئين القادمين من بغداد والكوفة مع الولاة العباسيين، قال ابن الجزري: « ولم يكن يقرأ لنافع إلا خواص من الناس» [24].
أما قراءة نافع فإن المؤرخين للقراءة قد أطبقوا على إسناد الريادة في دخولها للأندلس إلى الغازي بن قيس [25] (ت 199هـ) القرطبي، وكان ممن رحل إلى المدينة للقاء مالك والأخذ عنه، فكان الرائد الأول في إدخال قراءة نافع، في حين أنه أيضا أول من أدخل موطأ مالك إلى الأندلس[26].
وقد كانت حلقة نافع بن أبي نعيم في هذا المسجد لا تقل عن حلقة مالك الفقهية في الكثرة والازدحام ونوعية العارضين للقراءة عليه من أقطار البلدان الإسلامية، مما كان يتيح لمرتاد هذا المسجد أن يحصل في آن واحد على قراءة أهل المدينة وفقهها معا متنقلا بين حلقتي نافع ومالك، حتى إذا عاد من رحلته اتجه إلى ما قدر له من غلبة القراءة أو الفقه أو رواية الحديث أو نحو ذلك مما يقصده الطلاب فيه.
ويترتب عليه أن كل من أخذ الفقه زاوج معه القراءة، وبهذا يمكن اعتبار الجم الغفير من رواة الفقه المالكي الذين تلقوه عن مالك ما بين زمن تصدره حول (117ه)[27] ووفاة نافع (ت 169 هـ) هم في الوقت ذاته من رواة قراءة نافع على نسبة ما أتيح لكل واحد منهم بحسب اهتمامه ومدة مكثه بالمدينة، ولاسيما إذا اعتبرنا قيام نافع بإمامة الناس في الصلاة بالمسجد النبوي ستين سنة.
إلا أن المنافسة ما تزال بينها وبين غيرها من القراءات، وبالأخص بينها وبين قراءة حمزة؛ فجاء بعد الغازي بن قيس من أهل الأندلس من نشرها وأثبتها قراءة رسمية وهو الإمام محمد بن خيرون (306ه)[28]، الذي قدم من رحلته إلى مصر فنزل القيروان ـ
قال ابن الجزري: “وهو الذي قدم بقراءة نافع على تلك البلاد؛ فإنه كان الغالب على قراءتهم حرف حمزة، ولم يكن يقرأ لنافع إلا خواص الناس؛ فلما قدم ابن خيرون القيروان اجتمع عليه الناس ورحل إليه القراء من الآفاق”[29].
ونلحظ في ترجمته التي أثبتها ابن الجزري أن من تلامذته الذين أخذوا عنه القراءة الشيخ علي ابن محمد البجائي الجزائري[30]، مما منحها انتشارا في أوساط المناطق الجزائرية تبعا لنشاط هذا العالم.
لكن د. عبد الهادي حميتو يذهب إلى أن قراءة نافع بقراءة حمزة حصل قبل ذلك بكثير. قال: ” ونخلص من هذا إلى تأكيد انتشار قراءة نافع بافريقية قبل الوقت الذي حدده ابن الفرضي.
وأن هذا الانتشار قد كان في زمن سحنون، وربما في العقود الأولى من المئة الثالثة، ثم تزايد الإقبال عليها من لدن الجمهور بتدخل من السلطة القضائية لصالحها، وبالأخص على عهد ولاية سحنون للقضاء سنة 234 هـ”.
وعلى كلتا الحالتين؛ فإن الترجيح يبقى باعتبار ظروف بروز القراءة وهيمنتها على الجو العلمي، وكذا إلى تبعيتها للمذهب الفقهي؛ فإن الإمام سحنون هو الذي رسم المذهب المالكي كمذهب للسلطة، على حسب التعليل التاريخي للأستاذ عبد الهادي حميتو، وقد لخص عوامل اعتماد قراءة نافع قراءة رسمية في سبعة أمور[31]:
1- الرحلة إلى الحجاز.
2- إيثار مذاهب أهل المدينة على غيرها.
3- العلاقة بين القراءة والمذهب.
4- النقل المزدوج للقراءة والمذهب معا على أيدي الرواد.
5- تشجيع السلطة الحاكمة وتدخلها.
6- الرغبة في استقلال الشخصية عن المشرق.
7- ميل المغاربة إلى الوحدة السياسية والمذهبية والفكرية.
كما أن البيئة المغاربية ساهمت في تأقلم الناس مع قراءة نافع، ومناسبتها للمعتاد عندهم من الظاهر الصوتية المنتشرة.
المطلب الثاني: عوامل استقرار قراءة نافع بالجزائر.
استقرت مدارس الإقراء على القراء العشرة المعروفين، واهتم العلماء باختياراتهم في القراءة، وعليها جرى التأليف في علم القراءات، وهؤلاء القراء هم: نافع بن أبي رؤيم المدني، وابن كثير المكي، وأبو عمرو البصري، وابن عامر الشامي، وعاصم الكوفي، وحمزة بن حبيب الكوفي، وعلي الكسائي، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، ويعقوب الحضرمي، وخلف في اختياره.
وكان لاستقرار ربوع عامة الجزائر على قراءة نافع من رواية ورش عوامل مؤثرة في هذا التمسك التاريخي، وأذكر ثلاثة من هذه العوامل:
أولا: الاهتمام بأخذ الإسناد.
فقد كان العلماء وحملة القرآن الكريم على دراية بأهمية الإجازة في قراءة القرآن، وأهمية أخذ القراءة بالسند المتصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسم-؛ فكان هذا الأمر من مميزات الرحلة العلمية إلى المشرق، ومن أهم مجتنياتها، وقل من كان يتصدر لأمر الإقراء وتعليم القرآن إلا وله مبلغ من هذا الجانب.
ومما يمكن التدليل عليه هو الإجازات التي أحرز عليها شيوخ القراءات بتوات وفي الجنوب الجزائري عموما، وقد ذكر الشيخ محمد باي بلعالم، أسانيد الشيخ سيدي عبد الرحمن بن بعمر التنلاني[32] التي تلاقاها عن مشايخه في رحلاته العلمية، وأجاز بها تلامذته، ومن شيوخه الذين ذكر أسانيدهم:
- الشيخ سيد صالح بن محمد الغماري: حيث نقل تلميذه السيد المحفوظ بن محمد بن الحاج محمد التيماوي إجازة شيخه التنلالي على هذا الشيخ من روايتي ورش وقالون، بعد أخذها عنه، ثم طلب منه سنده في ذلك فكتب إليه سيدي عبد الرحمن التنلالي إجازة بسنده جاء فيها :”.. وبعد فقد من الله عليَّ بملاقاة الشيخ الفاضل، النبيل الأريب، الأستاذ الفقيه المشارك النبيه شيخنا سيد صالح بن محمد الغماري، فغمرني بنواله وخصني بإكرامه..قرأت عليه القرآن العظيم برواية قالون من طريق أي نشيطن وسمعت منه كثيرا برواية ورش من طريق أبي يعقوب الأزرق وقد قرأه رضي الله عنه على شقيقه سيدنا ومولانا العلامة الولي الصالح الشهير في أقطار الأرض العديم النظير من غير مدافع ولا نكير أبي العباس سيدي أحمد الحبيب سقى الله ضريحه بشآبيب رحمته بالقراءات العشر وأخذه عن جماعة منهم العلامة الشيخ علي الشربراملسي وهو عن الشيخ عبد الرحمن اليمني..”[33]، إلى أن وصل بسند إلى إمام القراء ابن الجزري، ثم إلى نهاية الإسناد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فطريق السند الذي كان سائدا ومعتمدا هو طريق الإمام الشاطبي في حرزه، وهو مما يفهم من طرق روايتي قالون وورش، وهما على التوالي أبو نشيط والأزرق.
-ومن المقررات المعتمدة أيضا في قراءة نافع :كتاب الدرر اللوامع في مقرأ الإمام نافع لابن بري التازي، حيث أخذه الشيخ عبد الرحمن التنلالي على الشيخ الحاج عبد الرحمن بن محمد التواتي التماوي، وقد التقى به في بلده بتوات، كما أخذ عنه الإجازة في مقرأ الإمام نافع من طريق الشاطبية، وقرأ عليه الدرر اللوامع[34].
-ومن إجازات الشيخ المغربية في قراءة نافع ما أخذه في رحلته إلى سجلماسة على الشيخ سيدي صالح بن محمد الغماري السجلماسي ثم اللمطي، الذي قرأ عليه القرآن كله وطلب منه الإجازة فيه، وذكر سنده عن أخيه الشيخ سيدي أحمد الحبيب السجلماسي وأبيه سيدي محمد المكي عن الشيخ إبراهيم المسكوري عن الشيخ عبد الرحمن بن القاضي عن أبي زيد عبد الرحمن الفلالي عن شيخه الشريف المريني عن سيدي قاسم بن إبراهيم عن ابن غازي عن الأستاذ الصغير عن أبي العباس الفلالي عن أبي عبد الله الفخار السماني عن الزواوي عن أبي الحسن بن سليمان عن أبي جعفر بن الزبير عن ابن العجلان عن ابن حستون عن ابن بقي عن ابن العرجاء عن الطبري ولبن هرمز عن أبي هريرة عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[35].
وهذه الإجازة الأخيرة لها طريق آخر اشتهر في بلاد المغرب الكبير عن الإمام ابن غازي.
ثم اشتغل هذا العالم بتبليغ أسانيده في مقرأ الإمام نافع، وممن أخذ عنه: السيد المحفوظ بن محمد بن الحاج محمد التيماوي، والشيخ محمد بن مالك القبلوي.
وكلها أسانيد مثبتة، كانوا يهتمون بضبطها وتحري طبقاتها حتى لا يضيع عنهم هذا الكنز، ويؤرخون لها تقييدا وزيادةً في الضبط والتحري، ومن ذلك أن الشيخ القبلوي نقل عدة أسانيد عن الشيخ التماوي لولده حمزة القبلوي الذي أجاز بدوره ابن أخيه السيد محمد عمر المعروف بـ:بابا، وهي مؤرخة في ربيع الثاني من عام 1335ه[36].
ومن الأسانيد الجزائرية المثبتة ما ذكره الشيخ محمد البوجليلي في رسالة له في القراءات، جاء في ديباجتها”..أما إسناد قراءتنا فأقول إني افتتحت قراءتي صغيرا عن والدي رحمه الله، ثم انتقلت عام 1261ه إلى مقام الولي الصالح سيدي عبد الرحمن اليلولي، فقرأت هناك على أشياخي السيد العربي الأخداشي بعض ختمة برواية قالون، والسيد الطاهر معمر الجنادي حين كان هناك تلميذا، والسيد محمد بن علي بن مالك..ثم أقرأت بعد نحو ثلاثين سنة في المقام المذكور، على حسب وقت الرقم وتمام عامه سبعة أعوام أولها عام 1297ه، وقرأ الجنادي على الشيخ السيد محمد بن يحي البراتني، ون الشيخ الأخداشي إفرادا وعشرا، وعن الشيخ السيد محمد بن علي المزبور عشرا ونحوا..”[37].
فهذا تأكيد آخر على قيمة السند عند علماء الجزائر ومدى حظوتهم به، بالإضافة إلى الدور التعريفي بمشايخ الإقراء وأسانيدهم.
ثانيا: المدارس الإقرائية.
عرفت الحركة العلمية بالجزائر نشاطا مكثفا في خدمة القرآن الكريم من جميع نواحيه، ومن ذلك تعليمه وضبط حروفه وطرق أدائه، وكانت المدرسة المتكفلة بهذا الجانب تأخذ أشكالا متنوعة من الجامع والكتَّاب المرتبط به، والزوايا، إلى غاية منزل المدرس والشيخ، ومما ساعد على هذا التوجه والارتباط بهاته المعاقل هي تلك النزعة الموجودة في أهل الجزائر نحو تعظيم علماءها وإجلالهم وعدم التقدم بين يديهم في تصدر العلم، مما حذا بالكثير من الأمراء المتعاقبين على حكم الأقطار الجزائرية إلى تشجيع العلماء على إنشاء مدارس خاصة بالإقراء، وهو عامل ساهم في تثبيت قراءة نافع، على اعتبار أن علماء المنطقة كانوا على تلك القراءة تبعا لعلماء المذهب المالكي الذين عرفوا بها.
ويذكر يحي ابن خلدون في كتابه”بغية الرواد في ملوك بني عبد الواد” جهود الجزائريين في بناء المدارس في عهد أبي حمو موسى بن يوسف الثاني(791ه)، حيث بنى بتلمسان مدرستين:
-الأولى بالعُبَّاد على ضريح أبيه أبي يعقوب يوسف(763ه).
-والثانية هي مدرسة ابني الإمام، نسبة إلى الفقيهين أبي زيد عبد الرحمن(741هـ) وأبي موسى(749هـ) ابني محمد بن عبد الله التنسي، لما نزلا تلمسانَ زمن أبي حمو موسى.
وكانت في منطقة زواوة محاضر اهتمت بإقراء القراءات المتواترة والاهتمام خصوصا بقراءة نافع، واشتهر من علمائها الشيخ محمد بن صولة، والشيخ محمد بن أبي القاسم البوجليلي[38].
كما كانت لهذه المدارس طرق خاصة في العناية بالجانب الإقرائي لدا الطالب، منها ما نقله صاحب المعيار المعرب عن الشيخ أحمد بن محمد بن زكريا التلمساني قوله:” جرت عوايد الشيوخ قديما وحديثا أن يجتهدوا في فصل الشتاء بسرد القليل من المسائل وإفراغ الوسع في نقل ما للعلماء فيها ، وتحقيق ما يخصها من مباحث وأنظار، لا يسمحون لأنفسهم في هذا الفصل بشيء من البطالة، فإذا انصرم هذا الفصل أَجَمُّوا على أنفسهم بعض الإجمام، ثم شرعوا في إقراء الطلبة..”[39]، فكانوا يستغلون أوقات النشاط والجد في الإقراء، لما فيها من الصعوبة وأخذ الوقت الكثير، وهو ما يناسب فصل الصيف عندهم.
كما يضعنا ابن خلدون في منهج هؤلاء وطرقهم في تعليم القرآن، فيقول: ” فأما أهل المغرب فمذهبهم في الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط، وأخذهم أثناء المدارسة بالرسم و مسائله واختلاف حملة القرآن فيه، لا يخلطون ذلك بسواه في شيء من مجالس تعليمهم، لا من حديث ولا من فقه ولا من شعر ولا من كلام العرب إلى أن يحذق فيه أو ينقطع دونه؛ فيكون انقطاعه في الغالب انقطاعا عن العلم بالجملة.
وهذا مذهب أهل الأمصار بالمغرب ومن تبعهم من قرى البربر، أمم المغرب، في ولدانهم إلى أن يجاوزوا حد البلوغ إلى الشبيبة، وكذا في الكبير إذا راجع مدارسة القرآن بعد طائفة من عمره؛ فهم لذلك أقوم على رسم القرآن وحفظه من سواهم”[40].
وهذا المنهج في إفراد القرآن بالدراسة هو الذي أكسب أهل المغرب قوة وضبطا أمتن من غيرهم، فاشتهارهم بحفظ القرآن لا يضاهى بغيرهم، وكذا في التأليف في مسائله وعلومه، وهذا ما يحيلنا على العامل الثالث.
ثالثا: التأليف في القراءات
شَكَّلَ التأليف في القراءات حلقة مهمة من حلقات تثبيت قراءة نافع بالجزائر، لكنه لم يكن كثيفا بل اعتمد على الحاجة إلى ضبط بعض المسائل في القراءات، أو جمع ما استصعب من الأوجه ودقائق المسائل في أراجيزَ علمية ومؤلفات خاصة، إذ الاعتماد كان لا يزال على كتب المتقدمين، كنظم الشاطبي في القراءات السبع، والدرر اللوامع لابن بري، وفي الرسم على: “مورد الظمآن” للشريشي المعروف بالخراز.
وشرحه “الطراز في شرح ضبط الخراز” لأبي عبد الله محمد بن عبد الجليل التنسي التلمساني.
ومن المؤلفات البديعة التي اختصت بقراءة نافع لعلماء الجزائر:
– تقريب النافع في الطرق العشر لنافع لمحمد بن أحمد شقرون المعروف بالوهراني(899هـ)، تحوي منظومته اثنين وثلاثَمائة بيت.
– تقييد قراءة نافع لمحمد بن توزينت العبادي التلمسان (1118ه) الذي خصص كتابه لكيفية جمع الطرق وترير نسبتها على قراءة الإمام نافع.
– الرسالة الغراء في ترتيب أوجه القراء لأحمد بن ثابت التلمساني (1158ه) .
ولاشك أن هذه المؤلفات وغيرها مما هو حبيس المكتبات نشأ عن حاجة ماسة لخدمة القراءة الشائعة في زمن أولئك المؤلفين، مما انعكس على خدمة القراءة وتثبيت دعائمها كمرجعية للقراءة في الجزائر.
المطلب الثالث: أثر قراءة نافع في الحركة العلمية بالجزائر.
عرفت قراءة نافع امتدادات على مستوى واسع في النشاط العلمي بالجزائر تأليفا وتدريسا، وكانت مميزات القراءة النافعية حاضرة في جهود علماء الجزائر على مختلف مستويات نشاطهم؛ إذ هي القراءة المرتضاة والنبع الذي نشأ عليه العلماء؛ فاعتنوا بها أيما اعتناء.
ويمكن الكشف عن هذا التأثير للقراءة في الأوساط العلمية، من خلال ما يلي:
- اعتماد قراءة نافع من رواية ورش قراءة رسمية لدى الأئمة في المساجد، ومقررا في مدارس تحفيظ القرآن.
وما ذلك إلا لتحقيق نوع من التكامل بين طبقات المجتمع في كتاب ربهم، وحتى لا يدخل اللبس على عوام الناس في قراءة القرآن إن هم استمعوا إلى رواية أخرى.
كما أن قراءة نافع كانت حاضرة عند المفسرين الجزائريين؛ فجعلوها القراءة الأساس لتفاسيرهم، ولا يخفى ما لمعرفة قراءة المفسر من أهمية في فهم معاني الآيات المفسرة[41]، ومن المتقدمين يبرز تفسير الإمام عبد الرحمن الثعالبي الموسوم بـ: الجواهر الحسان، فعلى كثرة إيراده للقراءات كانت قراءة نافع هي المقَدمة عنده.
ومن المتأخرين الإمام عبد الحميد بن باديس –رحمه الله- في: “مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير”، وكذا الشيخ اطفيش في تفسيره[42].
والشيخ أبوبكر الجزائري في “أيسر التفاسير” الذي اعتمد على رواية ورش اعتمادا مطلقا دون الإشارة في الغالب إلى غيرها عند اختلاف القراءات.
- الاهتمام برسم القرآن الكريم وضبطه على رواية ورش، حيث كانت المدراس القرآنية تُولي اهتماما كبيرا بالرسم، وكان تعليمه متوازيا مع الحفظ في الألواح مما يُكسب الطالبَ تشبعا لمباحثه، ورسوخا في مسائله، حتى إن حامل القرآن لا يعتبر حاذقا وضابطا للختمة إلا إذا كان له رصيد مهم من علم الرسم عن طريق حفظ المنظومات، المتعلقة به، ويكون للشيخ دور مهم في إملاء تلك التقييدات في الرسم لمن يراه كفؤا وأهلا لها. وقد اشتهرت تقييدات باللهجة الدارجة تسهيلا لحفظها وسرعة استظهارها.
لكن هذا الاهتمام طغى على حفظ الأسانيد والاهتمام بأخذ الإجازات مما أضعف هذا الجانب، وانعكس القصور فيه على القراءة عموما؛ فدخل اللحن فيها، وكثر الخطأ في ضبط أوجه القراءة.
- حضور الكثير من المظاهر الصوتية المتعلقة برواية ورش في كلام العامة، كنقل الهمز من نحو: الارض، الايمان .. وهو أثر من آثار حمل الرواية على الكلام اليومي.
فهذا الاندماج بين قراءة نافع بما تحويه من ميزات تاريخية والقراء في الجزائر أكسب القراءة رسوخا في هذه البلاد، على الرغم من الانفتاح الحاصل على القراءات الأخرى ورواياتها.
خاتمة:
إن دراسة تاريخ قراءة نافع في الجزائر وثباتَ أهلها عليها وشدة تمسكهم بها، مكنتنا من الوصول إلى نتائج منها:
- أن دخول قراءة نافع للجزائر كان مشتركا ومتزامنا مع دخولها للأندلس وشمال إفريقيا.
- قراءة نافع كانت ولا تزال مرتبطة مع المذهب الفقهي الذي عليه عامة أهل الجزائر؛ وهو من أهم أسباب استقرار القراءة على مقرأ أهل المدينة.
- كما أن نظرة أهل الجزائر لمدرسة المدينة الفقهية والإقرائية وإجلالها انطلاقا من تعظيم مسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان له الأثر الأكبر في هذا التمسك.
- وقد كان لعلماء الجزائر دور مهم في المشاركة في خدمة قراءة نافع تدوينا للمؤلفات الخادمة لها، وتأسيسا للمدارس الإقرائية المعتنية بها.
- ويبرز من خلال البحث في تاريخ القراءة بالجزائر اهتمامُ علماءها بالإسناد في قراءة نافع ورواية ورش على الأخص؛ فحفظوا تلك الأسانيد وأدَّوْها لمن بعدهم، وكل ذلك خدمة لكتاب الله، وعِرفانا منهم بأهمية الإسناد في ضبط الجانب الأدائي للقراءة.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مراجع البحث:
– ابن جُزَي أبو القاسم محمد-التسهيل لعلوم التنزيل-دار الكتب العلمية-بيروت-ط:01-ص:1415ه/1995م.
–ابن عاشور محمد الطاهر-تفسير التحرير والتنوير- دار سحنون للنشر والتوزيع-تونس-1997م.
-تفسير اطفيش-3/208-المكتبة الشاملة-الإصدار الخامس.
– البخاري محمد بن إسماعيل -الجامع الصحيح المختصر-دار ابن كثير- بيروت-ط:03-1407ه /1987م-ت:مصطفى ديب البغا.
– ابن السَّلار أمين الدين-طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم-ت: أحمد عزوز-المكتبة العصرية-بيروت-ط:01-1423ه/2003م.
– ابن الباذش أبو جعفر أحمد-الإقناع في القراءات السبع- ت:عبد المجيد قطامش-دار الفكر-دمشق-ط:01-1403ه- ج:1/ص:55.
– الذهبي شمس الدين- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار- دار الكتب العلمية-بيروت-ط:01-1417هـ/1997م
– ابن الجزري شمس الدين أبو الخير -غاية النهاية في طبقات القراء- مكتبة ابن تيمية-د.ت.
– حميتو عبد الهادي – قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش-منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية-المغرب-1424ه/2003م.
– المارغيني ابراهيم-النجوم الطوالع على الدرر اللوامع-دار الفكر-بيروت-1429ه/2008م.
– الكلاباذي أحمد بن محمد-الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد-ت:عبد الله الليثي-دار المعرفة-بيروت-ط:01-1407ه.
– البَلَاذُري أحمد بن يحيى- فتوح البلدان-دار ومكتبة الهلال- بيروت-1988م.
– أحمد بن المقري التلمساني- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-ت:إحسان عباس- دار صادر- بيروت-1997م.
– القاضي عياض-ترتيب المدارك وتقريب المسالك-ت: عبد القادر الصحراوي- مطبعة فضالة – المحمدية، المغرب-1970 م.
– بلعالم محمد باي -الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني-دار هومة-الجزائر-2004م.
– ابن خلدون عبد الرحمن-المقدمة-الدار التونسية للنشر-ط:01-1984ه.
– الونشريسي أبو العباس أحمد-المعيار المعرب-دار الغرب الإسلامي-بيروت-ط:01-1981م.
المجلات والبحوث:
- مجلة رسالة المسجد:
– محمد باي بلعالم-س:05-العدد:01-رجب:1428ه/جويلية:2007م.
– المهدي بوعبدلي-س:01-العدد:08-محرم:1425ه/مارس:2004م.
- بحث منشور ضمن فعاليات المؤتمر العالمي الأول للقراءات بمراكش-المغرب-ماي:2013م-بعنوان: العشر النافعية وامتداداتها في الجزائر-حسين وعليلي.
الهوامش:
[1]– رواه البخاري في صحيحه-كتاب فضائل القرآن-باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه-رقم:4739.
[2]– ابن السَّلار أمين الدين-طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم-ت: أحمد عزوز-المكتبة العصرية-بيروت-ط:01-1423ه/2003م-ص:70.
[3]– ابن جرير محمد-تاريخ الطبري-ج: 04/ص:249.
[4]– ابن الباذش أبو جعفر أحمد-الإقناع في القراءات السبع- ت:عبد المجيد قطامش-دار الفكر-دمشق-ط:01-1403ه- ج:1/ص:55.
[5]– الذهبي شمس الدين- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار- دار الكتب العلمية-بيروت-ط:01-1417هـ/1997م -1/64.
[6]– ابن الجزري شمس الدين أبو الخير -غاية النهاية في طبقات القراء- مكتبة ابن تيمية-د.ت-ج:02/ص:331.
[7]– ذكر الذهبي عن أبي قرة موسى بن طارق: سمعت نافعا يقول: “قرأت على سبعين من التابعين”.[ الذهبي شمس الدين- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار-ج:01/ص:64].
[8]– أبو جعفر بن يزيد القعقاع أحد القراء العشرة، وهو مدني مشهور رفيع الذكر، أخذ عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهما، توفي سنة:127ه.[معرفة القراء الكبار-ج:01/ص:40].
[9]– شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب المدني المقرئ الإمام، مولى أم سلمة -رضي الله عنها، وأحد شيوخ نافع في القراءة، وقاضي المدينة ومقرئها مع أبي جعفر. أدرك أم المؤمنين عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما، وقرأ القرآن على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، توفي سنة ثلاثين ومائة [معرفة القراء الكبار-ج:01/ص:45].
[10]– عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبو داود المدني مولى محمد بن ربيعة. أخذ القراءة عرضا عن أبي هريرة وابن عباس -رضي الله عنهم، وعبد الله بن عباس بن أبي ربيعة، وأكثر من السنن عن أبي هريرة، قرأ عليه القرآن نافع بن أبي نعيم وغيره.توفي عام سبعة عشر ومائة [معرفة القراء الكبار-ج:01/ص:44].
[11]– مسلم بن جندب أبو عبد الله المدني القارئ القاص مولى هذيل، قرأ القرآن على عبد الله بن عياش المخزومي مقرئ المدينة، وحدث عن: أبي هريرة، وحكيم بن حزام، وابن عمر، وابن الزبير وأسلم مولى عمر وغيرهم، قرأ عليه نافع الإمام وتأدب عليه عمر بن عبد العزيز. مات في خلافة هشام بن عبد الملك، بعد سنة عشر ومائة . [معرفة القراء الكبار-ج:01/ص:46]
[12]– ابن الجزري-غاية النهاية في طبقات القراء- ج:01/ص: 615.
[13]– عبد الهادي حميتو- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش-منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية-المغرب-1424ه/2003م-ج:01/ص:208.
[14]– المارغيني ابراهيم-النجوم الطوالع على الدرر اللوامع-دار الفكر-بيروت-1429ه/2008م-ص:14.
[15]– غاية النهاية-ج:01/ص:615 .
[16]-المارغيني إبراهيم-النجوم الطوالع-ص:13.
[17]-معرفة القراء الكبار-ج:01/ص:91، وغاية النهاية-ج:01/ص:502.
[18]– النجوم الطوالع-ص:13.
[19]– معرفة القراء الكبار-ج:01/ص:92.
[20]– أبو عبد الحميد المخزومي مولاهم الشامي، سمع أم الدرداء روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر في الصوم.
[الكلاباذي أحمد بن محمد-الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد-ت:عبد الله الليثي-دار المعرفة-بيروت-ط:01-1407ه-ج:01/ص:69].[21]– البَلَاذُري أحمد بن يحيى- فتوح البلدان-دار ومكتبة الهلال- بيروت-1988م-ص:229.
[22]– أحمد بن المقري التلمساني- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-ت:إحسان عباس- دار صادر- بيروت-1997م-ج:03/ص:230.
[23]– ينظر: عبد الهادي حميتو-قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش-ج:01/ص:121.
[24]– غاية النهاية في طبقات القراء-ج:02/ص:217.
[25]– الغازي بن قيس، أموي يكنى: أبا محمد، من أهل قرطبة. رحل قديماً فسمع من مالك الموطأ وسمع من ابن أبي ذئب وابن جريج والأوزاعي وثور بن يزيد ومحمد ابن وردان، شهد مالكاً وهو يؤلف الموطأ ظاهراً، وانصرف إلى الأندلس بعلم عظيم، نفع الله به أهلها. وأدب بقرطبة قبل رحلته، وكان إمام الناس بها في القراءة. توفي فيها قبل سنة تسع وتسعين ومائة.
[القاضي عياض أبو الفضل بن موسى -ترتيب المدارك وتقريب المسالك–ت: عبد القادر الصحراوي-مطبعة فضالة – المغرب -ط:01- 1970م-ج:03/ص:114].[26]– غاية النهاية-ج:02/ص:296. ترتيب المدارك- ج:03/ص:114.
[27]– تصدر مالك للفتوى في حياة شيخه نافع مولى عبد الله بن عمر (ت 117 هـ).[ قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش-ج:01/ص:126]
[28]– محمد بن عمر بن خيرون أبو عبد الله المعافري الأندلسي ثم القروي، شيخ القراء بالقيروان، أخذ القراءة عرضًا عن أبي بكر بن سيف وإسماعيل النحاس ومحمد بن سعيد الأنماطي وعبيد بن محمد، له: كتاب الابتداء والتمام وكتاب الألفات واللامات، توفي بمدينة سوسة يوم الاثنين النصف من شعبان سنة ست وثلاثمائة.
[غاية النهاية-ج:02/ص:217][29]– المرجع نفسه، والجزء والصفحة أيضا.
[30]-لم أعثر على ترجمته.
[31]– عبد الهادي حميتو- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش-ج:01/ص:149.
[32]– هو الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن معروف، مسقط رأسه بـ: تنلان وهي إحدى قصور تيمي في الشمال الشرقى لمدينة أدرار، من مؤلفاته: مختصر السمين في إعراب القرآن، مختصر النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني. توفي في:29من شهر صفر 1189ه بمصر[محمد باي بلعالم-الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني-دار هومة-الجزائر-2004م-ص:03-71]
[33]-محمد باي بلعالم-مقال بمجلة: رسالة المسجد-س:05-العدد:01-رجب:1428ه/جويلية:2007م-ص:30،29.
[34]– محمد باي بلعالم-الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني-ص:25،24.
[35]-المرجع نفسه-ص:33.
[36]-المرجع نفسه-ص:36.
[37]– نقلا عن: المهدي بوعبدلي-مقال بمجلة: رسالة المسجد-س:01-العدد:08-محرم:1425ه/مارس:2004م-ص:16.
[38]– محمد بن أبي القاسم البوجليلي، نسبة إلى قرية بوجليل ببجاية، ولد عام:1826م وتتلمذ على يد والده الشيخ الذي كان معلما في الكُتَّاب، ثم بعثه إلى زاية الشيخ سيدي عبد الرحمن اليلولي، وأخذ على شيخ الزاوية وقتها المقرئ محمد بن يحيي اليراتني، فجمع عليه القراءات، توفي سنة:1316ه من أهم ؤلفاته: التبصرة في قراءة العشر، وهو في تحرير وضبط الطرق العشر النافعية. [بحث منشور:العشر النافعية وامتداداتها في الجزائر-حسين وعليلي-ص:12]
[39]– الونشريسي أبو العباس أحمد-المعيار المعرب-دار الغرب الإسلامي-بيروت-ط:01-1981م-ج:07/ص:238.
[40] -ابن خلدون عبد الرحمن-المقدمة-الدار التونسية للنشر-ط:01-1984ه-ج:02/ص:701.
[41]– دأبَ كثير من المفسرين إلى بيان القراءة التي سيعتمدونها، وذلك في مقدمة التفسير، ومن هؤلاء الذين اعتمدوا قراءة نافع:
– ابن جزي الغرناطي في تفسيره:”التسهيل لعلوم التنزيل” فقال: « وإنما بنينا هذا الكتاب على قراءة نافع لوجهين أحدهما أنها القراءة المستعملة في بلادنا بالأندلس وسائر بلاد المغرب الأخرى اقتداء بالمدينة شرفها الله لأنها قراءة أهل المدينة » .
[ابن جزي أبو القاسم محمد-التسهيل لعلوم التنزيل-دار الكتب العلمية-بيروت-ط:01-ص:1415ه/1995/-ج:01/ص:10].– ابن عاشور في تفسيره:”التحرير والتنوير” فقال: « وأبني أول التفسير على قراءة نافع برواية عيسى ابن مينا المدني، الملقب بقالون؛ لأنها القراءة المدنية إماما وراويا، ولأنها التي يقرأ بها معظم أهل تونس.. والقراءات التي يقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام من هذه القراءات العشر، هي قراءة نافع برواية قالون في بعض القطر التونسي وبعض القطر المصري، وفي ليبيا وبرواية ورش في بعض القطر التونسي وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائري وجميع المغرب الأقصى ».
[ابن عاشور محمد الطاهر-تفسير التحرير والتنوير- دار سحنون للنشر والتوزيع-تونس-1997م-ج:01/ص:63].[42]– في تفسير قوله تعالى:﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ ﴾ [الأعراف:123]، قال -رحمه الله-: « ” آمَنْتُمْ بِهِ ” من ثلاث همزات فى الأَصل ، الأُولى للاستفهام التوبيخى مخففة محذوفة فى الإِمام، والثانية همزة أَفعل مسهلة بين همزة مفتوحة وبين همزة ساكنة ثابتة ، وهي همزة آمن كأَكرم وأَعلم زائدة، وبعدها أَلف محذوفة فى الإِمام تتولد من حصة الفتح فى الثانية الثابتة .. هذه قراءة نافع، وهى فى خطنا معشر المغاربة ..» [تفسير اطفيش-3/208-المكتبة الشاملة-الإصدار الخامس]
مساهمة مشكورة بارك الله فيكم ونفع بكم وأغدق عليكم من نعمه