الشيخ زهير الزاهريّ أحد رجال الثّقافة و الأدب في الجزائر خلال القرن العشرين ، ساهم بجهود مشكورة في القطاع الثقافيّ من خلال كتابة المقال و نشر القصيدة الشّعرية و إلقاء المحاضرة التّاريخية ، و هو من تلاميذ الإمام عبد الحميد بن باديس الأوائل ، حيث درس عليه بقسنطينة مدّة عامين ، و في عهد الاستقلال بدا نشاطه البارز في الملتقيات التّاريخية و الأدبيّة محاضرا تارة و معقّبا تارة أخرى .
و من باب الاعتراف بمساهماته الثّقافية المتعدّدة سطّرنا هذه الومضات التّاريخية من حياة هذا الأستاذ الجليل .
زهير الزاهريّ اسمه الأصلي أزهر بو زاهر بن محمد الأخضر بن محمد الصغير الحسنيّ
الليانيّ إمام خطيب مدرّس شاعر باحث في التّاريخ له تأليف.
ولد سنة 1326 هـ / 1908م بقرية ليانة التّابعة لدائرة زريبة الوادي بولاية بسكرة .
و بقريته تلك نشأ متعلّما ثم واصل تعلّمه بخنقة سيّدي ناجي وببسكرة سنة 1927 م .
في العام الموالي شدّ الرحال إلى جامع الزيتونة بتونس الّذي لبث فيه عامين.
في سنة 1930 عاد إلى أرض الوطن و بالضبط إلى مدينة قسنطينة حيث تلمذ للإمام عبد الحميد بن باديس مدّة تقرب من سنتين.
عيّن إماما بجامع مدينة القل سنة 1942 م، و في آخر العقد الخامس تولّى نفس الوظيفة بجامع مدينة قالمة لمدة سبع سنوات.
في عهد الاستقلال عمل في إدارة الشّؤون الدينية سنتين ثمّ تمّ تعيينه أستاذا بثانوية القديس أوغسطين ثم ثانوية مبارك الميلي كلتاهما في مدينة عنابة.
في سنة 1973 م أحيل على التّقاعد و أصبح بعدها مراسلا في المركز الوطني للدّراسات التّاريخيّة.
كان كثير المشاركة بمحاضراته و تعقيباته في مجال التّاريخ، حتّى لقّبه الأستاذ مولود قاسم بلقب ” عميد الملتقيات الوطنية ”
قال عنه الدكتور يحيى بوعزيز: ” فهو في حدّ ذاته وثيقة تمشي على رجليها إنه حقّا عميد الملتقيات له جرأة و شجاعة على طرق الموضوعات و الجهر بالآراء “.
ترك الشّيخ الزاهريّ آثارا أكثرها مخطوط ، تتمثّل في محاضرات تاريخيّة تزيد على الخمسين و قصائد شعريّة تربو على العشرين.
يضاف إلى ذلك عدد لا بأس به من المقالات والقصائد الشعرية المنشورة في صحف و مجلاّت جزائريّة مثل مجلّة الشهاب، و مجلّة صوت المسجد، و مجلّة التاريخ و جريدة النّجاح وجريدة البرق.
هذا إلى جانب مجموعة من الحوارات التي أجريت معه في عهد الاستقلال تقرب من العشرة، نشرت في صحف جزائريّة مثل النّصر والمساء و العقيدة و السّبيل و النّبأ.
و بالنّسبة للتآليف فقد ترك الزاهريّ عملين مخطوطين هما:
1- معجم أعلام الأدارسة في العالم الإسلاميّ: كتاب مخطوط بدأ في تأليفه في بداية السّبعينيات من القرن العشرين.
و يبدو أنّه في تراجم الأعلام المنتسبين إلى السيّد إدريس بن عبد الله الحسنيّ و دورهم في السّياسة و الثقافة.
2- تاريخ الكشّافة: كتيّب مخطوط يتناول تاريخ الكّشافة الإسلاميّة في عهد الاحتلال الفرنسيّ، و دورها الثّقافيّ والنّضاليّ.
و لم ير هذا الكتيب نور النشر، لأنه أخذ من صاحبه و تمّ توظيفه ضمن دراسة في نفس الموضوع باللغة الفرنسية.
و على الرّغم من طول حياة زهير الزاهريّ التي بلغت إحدى و تسعين سنة، و اشتغاله البالغ بالثّقافة، فإنه لم يعن بجمع مقالاته و محاضراته و قصائده، لذلك لم تر طريقها إلى النشر في كتاب مجموع.
يقول زهير الزاهري في مطلع قصيدة بعنوان ( المعلّم و التّلميذ ):
اسمع غناء البلبل الزّقزاق*** واسمع خرير السّلسل الرّقراق
إنّ البراعم في الرّبيع تفتّحت*** كـيـد الـكريـم الـطيّب الأعــراق
فتعطّر الجوّ الفسيح بطيبها***وأشاعت النّشوات في الإشراق
جعله أصحاب ( موسوعة الشّعر الجزائريّ ) و الدكتور عبد الملك مرتاض حاصلا على شهادة التطويع من الزيتونة، و الصّواب أنه لم يحصل عليها، لأن مدّة دراسته كانت عامين فقط.
و توقّع الدكتور مرتاض حدوث وفاته سنة 2003م والصواب ما أثبتناه (سنة 1999م).
توفّي الشّيخ زهير الزاهريّ يوم 8 نوفمبر سنة 1999م / 1420هـ بمدينة عنابة و دفن حسب وصيّته بمسقط رأسه ليانة .
رحمه الله تعالى و جزاه خيرا .(1)
الإحالات :
- الشيخ زهير الزاهري رجل الشعر و التاريخ لعبد الحليم صيد يومية الشعب العدد 13723 الأحد 31 جويلية 2005 م ص 14 و معجم الشعراء الجزائريين في القرن العشرين لعبد الملك مرتاض ص 209 – 210 و موسوعة الشعر الجزائري للربعي بن سلامة و آخرين 1/ 676 .
و انظر كتاب زهير الزاهري للأستاذ فوزي مصمودي الصفحات 115 و 190 و 192 و 193 و من 278 إلى 360 و في هذه االصفحات لأخيرة المحاضرات التي نشرها له فوزي مصمودي .