تردَّدت كثيرا قبل كتابة هذا المنشور، بين الإقدام والإحجام، ثم استخرتُ وزبرت هذه السطور، لعل الله يُصلح بها حالا ومآلا، ويهدّئ بها أنفسا، ويشرح صدورا، ويُطمئن قلوبا، ويعلي بها حقا، ويُركس باطلا فيدمغه فإذا هو زاهق ، وموضوع هذاالمقال في ثلاثة محاور.
الأول: توصيف لجامعة الأمير(طلاَّبا وأساتذة وإدارة).
الثاني: لماذا كان تصنيفها أخيرا، وما هي معايير ذاك التصنيف.
الثالث: اقتراحات للنهوض وتجديد الانطلاقة نحو الأفضل؛ ماتِنًا،وإن اقتضى الحال كرَرتُ على هذا المتن بالشرح والتّحشية،فأقول:
أولا: (التوصيف) : هذا العبد الضعيف جال في عدة معاهد وجامعات، في الداخل والخارج ثم تشرفت بالانتساب لجامعة الأمير طالبا، ثم مدرِّسا متعاونا، فأقول مطمئنا بأن جامعة الأمير من أحسنها في نوعية طلابها أخلاقا وسمتا وأدبا، وكفاءةِ أساتذتها علما وتواضعا وتفانيا، وانطباط إدارتها إلى حدٍّ كبير، على نقص في بعض الأمور يجب أن يتدارك.
ثانيا: (درجة التصنيف): اندفع البعض بالإزراء على الجامعة وطلابها وأساتذتها بعدما تم تصنيفها في هذه الدرجة، غير واقف على معايير ذاك التصنيف وأسبابه، فرمى الجميع بسهم غارب لا يلوي على شيء، واتهمهم بموبقات الفساد والدجل والارتزاق، وانجرف كثيرون في تصديق ذلك فصبوا جام غضبهم وطعنهم على الجامعة، وللوقوف على الحقيقة هاكم البيان:
هذا التصنيف حقيقي، لكنه لابدّ أن يقرء في سياقه وواقعه؛ إذ الجامعات الأخرى فيها كل التخصصات العلمية ( طب رياضيات فيزياء كيمياء وجميع العلوم الدقيقة، واللغات والترجمة والحقوق – وجميع تخصصات العلوم الإنسانية بمختلف فروعها، موزعة على كلياتها الكثيرة، ومن بين الأقسام الموجودة قسم العلوم الإسلامية ؛ أي أنه بالنسبة لتلك التخصصات لا يبلغ 5بالمئة، ومن المعلوم أن المعيار الأهم في التصنيف هو كمية الأعمال والبحوث والاختراعات والإضافات التي تقوم بها الجامعة، ثم نشرها مُرقمنة في منصات البحث الإيلكترونية للجامعة.
ومن المعلوم كذلك أن البحوث والأعمال والاختراعات تتفوق فيها تخصصات العلوم الدقيقة والعلمية كثيرا، مع ملاحظة إتقان أصحابها لعالم الرقمنة لحدِّ الإبداع ومزاحمة بعض الجامعات الدولية- في براعات الاختراع؛ لذلك فهذه التخصصات تغطي النقص الحاصل في العلوم الإنسانية، ومنها تخصص العلوم الإسلامية.
ومن هنا فلو فرضنا قسما للعلوم الإسلامية في تلك الجامعات لم يقم بأي عمل ولا نشر ولا إبداع ولا بحوث= فلا ولن يصنَّف في درجة دنيا إذا كانت التخصصات الأخرى متفوقة، وستغطي نقصه – فتأمَّلوا بعقل بصير.
وعليه، فجامعة الأمير هي الجامعة الإسلامية الوحيدة في القطر الجزائري، وهي في العلوم الإنسانية، وليست فيها علوم دقيقة وعلمية تسد نقصها في عالم الإبداع ومجارات الرقمنة.
و يضاف بكل صراحة وموضوعية: أن أكثر منتسبيها- طلابا وأساتذة وإدارة- ضعاف في الرقمنة والنشر إليكترونيا، وأكثر طلابها وأساتذتها لا يحسنون الدخول لأي منصة إيليكترونية بحثية – وأنا أحدهم – فضلا عن تهاون الباحثين في نشر أعمالهم.. فأنى لها أن تصنَّف في درجة متقدّمة ؟
ثالثا: اقتراحات للنهوض:
1- ألتمس من إخواننا الأفاضل في الإدارة من المدير ونوابه، وعمداء الكليات، ورؤساء الأقسام أن يكوّنوا خلية أزمة موسّعة للتشاور في الخلل الحاصل، مع خطوات متدرجة للنهوض، وحبذا لو أشركوا ممثّلين عن الأساتذة والطلاب، وإلا فليجعلوا في كل قسم وكلية صندوقا للاقتراحات، وتؤخذ اقتراحاتهم بتروٍ، وتُحمل على محمل الجدّ، وقد استبشرت لما سمعت -قريبا- بأنهم في طريق ذلك .
2- ضرورة مجاراة عالم الرقمنة، والسعي لتكوين الأساتذة في ذلك بحيث يسهل عليهم صبّ بحوثهم وأعمالهم في المنصات المختلف بيسر وسلاسة، خاصة إذا علمنا أن بعض البرامج الرقمية المتطورة -جدا- لم تدخل جامعتنا إلى الآن ، وقد أخبرني بعض الأساتذة في جامعة أخرى -المسيلة- عن بعض تلك البرامج الرقمية وكيف يستعملونها بمرونة ، فقلت مازحا: أنتم في المريخ ونحن تحت الأرض .
3- التعاقد مع أساتذة متخصّصين في البرمجيات والرقمنة من جامعات أخرى لتدريس الطلاب هذا المقياس على سبيل الإلزام، وكذلك تخصيص دورات للأساتذة ملزمة الحضور .
وأسأل الله أن يوفق الجميع، وأن تبقى جامعتنا صرحا شامخا، وأن تسعى دائما نحو الارتقاء.. آمين.. آمين .