الشيخ حمزة لعرابي من مدينة بوسعادة.
هو رجل فاضل، صاحب خلق حسن، وذوق جميل، كريم مضياف، يحسن الترحاب، ويختار من جواهر الكلام أحسنها.
وقد تلقى تعليمه في مكة المكرمة.
وهو من بيت علم.
وقد برع هو وإخوانه وأولاده وتميزوا في حفظ القرآن وتلاوته وجمع القراءات وضبطها.
وما يعرفه الناس عن الشيخ حمزة أنه إمام، واعظ، وقاريء متميز.
لكن لا يعرف عنه إلا القليل بأنه شاعر من كبار الشعراء داخل هذا الوطن.
فهو يحسن صناعة الشعر.
وأغلب موضوعاته تدور حول آداب الإسلام وقضايا الأمة.
وشعره سهل ممتنع.
تراه سهلا في كلماته وتركيباته لكنك لن تصنع مثله إلا بمشقة.
الشيخ حمزة قرأت شعره لأول مرة في سنة 1999 من أحد تلاميذه من بلدة عين غراب (بوسعادة) لما وفد ليدرس معنا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وأول شعر قرأته له هو نظم للأصول العشرين للشيخ حسن البنا – رحمه الله –
وقابلت الشيخ لأول مرة في حج 2003 بأحد فنادق مكة المكرمة.
ومن أجمل القصائد التي قرأتها له قصيدة مزاح النبي – صلى الله عليه وسلم -. والتي مطلعها:
يظن الناس أن المزح عيـب .. وقد مزح النبي بلا ارتياب
فكل مزاحه صدق مبـاح .. وكل كلامه فصل الخطاب
فعائشة تسابقه وتجــــــري .. فيسبقها بأيام الشبــــــاب
وعصفورالصغير ابي عمير .. يناديه نغيرا في الخطــاب
تساءله العجوزعن الجنان .. فينفي سنها بل للشبـــــاب
فيخبرها بأن ستكون حـورا .. فيبكيها وترضى بالجواب
إلى أن يقول في نهايتها:
فخذها من فقير يرجو عفوا … من الرحمن من آل العرابي
وقصيدة أخرى رائعة جمع فيها عناوين كتب الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – يقول فيها:
جدد حياتك فإن الوقت متسع *وكن مع الله لا خوف ولا جزع
عقيدة المسلم الغراء في خطر*فانهض لأن ظلام الغرب يندفع
والغزو يمتد في فراغنا علنا *ومن هنا نعلم الأعداء ما هجعوا
هموم داعية للنشء يدرسها * كفاح دين مع الأيام يتبع
فقه الفتى سيرة المختار يدرسها*فموكب الدعوة الغراء يتسع
قذائف الحق لا تبقي ولا تذر * والحق مر هو النيتون والسلع
والذكر فن مع الدعاء يحسنه * من دينه سنة المختار لا البدع
واترك حصاد الغرور إنه ملل*وانشد دفاعا عن العقد الذي يسع
دع التعصب يبعد عنك أوله * إن التسامح يأتي بعده الطمع
سر التخلف عند العرب قاطبة * لما تفرقت الأهواء والشيع
وقد قام بتلحين القصيديتن الأخيرتين المنشد محمد العيد الهواري من فرقة البهاء ببوسعادة على هيئة نشيد.
وأتمنى إبراز شاعرنا، ودعوته إلى المحافل الأدبية..
كما أتمنى أن تطبع دواوين أشعاره ليستفيد شباب الأمة من فوائدها وحكمها.
ما شاء الله عليكم