أنهيت منذ 25 يوما قراءة كتاب: الأستاذ إسماعيل العربي: “الدراسات العربية في الجزائر في عهد الاحتلال الفرنسي”، المؤسّسة الوطنية للكتاب، زيغود يوسف الجزائر، 1986، من 104 صفحة.
- ممّا جاء فيه أنّ: أنّ الاستدمار الفرنسي أنشأ سنة 1836 كرسي العامية على أنّها اللّغة العربية.
وكانوا يفرضون على الطالب أن يدرس العامية على أنّها اللّغة العربية قبل أن يدرس اللّغة العربية الفصحى.
- تمّ طبع كتب تتحدّث عن “فضائل؟ !” العامية ونشرها بين الجزائريين وفرض تدريسها. ونشر بحث سنة 1858 بعنوان: “هل توجد أم لا توجد لغة عامية في الجزائر؟”. وركّز “شاربونو” على دراسة اللّهجة العامية الجزائرية.
- نشر “ايدمون دوتي” نصّا عربيا باللّهجة الوهرانية. وكان يولي مسألة اللّهجات اهتماما.
ونشر ” ديسبارمي” مجموعة من الوثائق باللّهجات العامية.
ونشر “سونيك” كتابا عن اللّهجة التلمسانية. ودرس “دولفان” الألفاظ في العامية.
- أقول: سعى المستدمر بكلّ مالديه لفرض العامية واللّهجات المحلية على الجزائر لطمس اللّسان العربي المبين.
- أضيف: في المقابل أجد علماء وفقهاء الأزهر يستعملون العامية دون داع.
وأقرأ وأسمع لأساتذة جزائريين متخصّصين ومتمكّنين في الأدب العربي واللّغة العربية يدافعون عن العامية ويدافعون بشراسة عنها وعن أصحابها.
- في المقابل قرأت وسمعت لمسيحيين من المشرق العربي وهم يكتبون ويتحدّثون باللّغة العربية الفصحى وساهموا بشكل كبير في تطوير اللّغة العربية الفصحى ويفتخرون بالتحدّث والكتابة بها.
- كلّ اللّقاءات التي أجراها طه حسين والتي أمكننا الاستماع إليها كانت باللّغة العربية الفصحى ولم تكن بالعامية.
وكانت لغته الفصحى في غاية الجمال والإتقان والروعة والبيان
- خلاصة: فرض العامية من وسائل الاستدمار الفرنسي ووجه من أوجه الاحتلال.
ومن رضي بالعامية وكتب بها واستعملها في غير ضرورة تدعو لذلك فهو لامحالة الوجه الآخر من الاستدمار الفرنسي ويساهم بإطالة عمره وتثبيته بزعم السّهولة وتبسيط المعارف.
- مصيبة العامية التي ابتلينا بها لم تعد الآن مع الاستدمار إنّما مع أساتذة جامعيين في اللّغة العربية والأدب العربي وفقهاء وعلماء في التفسير والحديث النبوي والسيرة النبوية حيث يتحدّثون العامية دون داع ويدافعون عنها بشراسة حتّى أمسوا مثالا سيّئا في تثبيت العامية من غيرهم الذين اتّخذوهم قدوة ومثالا في فرض العامية.