السعيد عيادي عالم موسوعي ومثقف بأتم معنى الكلمة، قل ما نجد مثله في الوسط الجامعي اليوم.
عرفته منذ أكثر من عشر سنوات عندما اشتغلت مديرا مساعدا للنشر في دار بن مرابط التي نشرت بالمناسبة مجموعة طيبة من عناوين الأستاذ عيادي.
كان رجلا متواضعا رغم غزارة علمه وسعة ثقافته، متمكنا في اختصاصه، واسع الاطلاع على كل ما يكتب في مجاله ومجلات العلوم الاجتماعية.
لم يكن كاتبا منكبا في مكتبه (كما قال الدكتور خالدي في الأستاذ بن نبي) بل كان مهموما بفك لغز معادلة الإقلاع الحضاري للامة الإسلامية.
رغم مشاكله الصحية (مرض القلب ومشاكل في الرؤية) وظروفه المادية، كان السعيد سعيدا عندما يتمكن من اقتناء كتابا نادرا فيظل يحدثك عن ذلك كأنما وجد كنزا عظيما.
يرحل عنا هذا الشهم في هذا الظرف العصيب من دون نلقي عليه نظرة وداع ونحن في حاجة ماسة الى هؤلاء المثقفين العاملين الملتزمين المهمومين بمشاكل مجتمعهم…
يرحل وقد أدى ما وفقه الله من مهمة نشر العلم والوعي…
يرحل ليستريح من المرض والتهميش الى دار لا وباء فيها ولا مشقة ولا حقرة، الى دار الخلد والنعيم في “مقعد صدق عند مليك مقتدر”.
لكم الجنة ونعيمها الدكتور السعيد عيادي قامة من قامات العلم والمعرفة في بلادنا ومنطقتنا بصفة خاصة (فج امزالة) لم يحصل لي الشرف أن التقيت بالدكتور ولكن اسمع به كأستاذ بالجامعة ولم يسبق لي أن قرأت له كتبه أو مؤلفاته تمنيت أن تستفيد من علمه الغزير ونظرته على البيداغوجيةوالتربية الخاصة حتى استفيد منها ربي يرحموا ويوسع عليه.