شاء مشيئة الله أن يكون العلم رحم بين أهله ، وبالعلم فقط يكون التواصل على أساس الفطرة و القيمة و الايمان .و العلاقة بين السابق واللاحق في مسيرة المعرفة علاقة ود وصدق و أثر وذخر .
و قدر الله أن يكون ثلة من العلماء و الباحثين لهم السبق في التأسيس و التنظير و الـتأصيل لحقول المعرفة المختلفة، وبذلك يتحقق التواصل المعرفي الذي حرمت منها أمتنا من خلال قرون من القطيعة المعرفية .
فكان الأستاذ الدكتور زهير إحدادن علامة فارقة و مرجعية سابقة جسد التحدي و الرهان في ملء الساحة المعرفية في الدراسات الاعلامية و الاتصالية و التاريخية بكل اخلاص ووعي وتضحية و ثبات .
كتب في علوم الاعلام و الاتصال في زمن تشكو الساحة العربية و الجزائرية من قلة المراجع و المصادر في هذا الفن المهم ، فكانت مؤلفاته وفق رؤية منهجية بيداغوجية رصينة ، فكان بحق المرجع الاساس و المصدر الرئيس لكل الباحثين في الجزائر خاصة في هذا الحقل المعرفي المهم .
ومما زاده تميزا شخصيته المتواضعة و ببساطته الرائعة و عفويته الصادقة ،مما جعله قدوة في المعرفة و السلوك ، و يكفيه فخرا و ذخرا ، أنه لا توجد رسالة جامعية أو ورقه عمل علمية أو بحث أكاديمي أو مذكرة بيداغوجية تقريبا اطلعت عليهم من خلال بحوثي أو قراءاتي أو مناقشاتي ..و إلا ووجدت تهميشا و توثيقا باسمه الخالد….أ. د .زهير أحدادن .
و يبقي مدخله للإعلام و الاتصال وتاريخ الصحافة….بالنسبة لنا كباحثين في علوم الاعلام و الاتصال مهما بلغنا من العلم و تحصلنا على الترقيات العلمية وكتبنا في هذا المجال ….هرما معرفيا من الصعب تجاوزه…..إنه الصدق في أسمى صوره…رحمه الله.