توفي الأستاذ عبد الوهاب حمودة ليلة أمس 10 أكتوبر 2017 بعد صراع طويل مع المرض.
ولد الأستاذ عبد الوهاب في عام 1939 بالجزائر العاصمة، ودرس في ثانوية المقراني (حاليا)، ثم درس في جامعة الجزائر حيث تحصل على شهادة الليسانس في الآداب.
وكان من أنشط الطلبة، وقد ساهم في تأسيس مسجد الطلبة، وإصدار مجلة “ماذا أعرف عن الإسلام؟” باللغة الفرنسية، وكذلك نشر فكر أستاذه مالك بن نبي في الوسط الطلابي.
سجل في جامعة السوربون لتحضير شهادة الدكتوراه مع المستشرق المعروف روجيه أرنالدز لكنه لم يستطع إتمام كتابة أطروحته بسبب أعماله الإدارية المتعددة، فقد عمل مديرا لمعهد العلوم الاجتماعية ثم انتدب إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حيث عيّن مسؤولا عن مديرية إحياء التراث.
وبعدها مسؤولا عن مديرية الثقافة الإسلامية، وأخيرا أمينا عاما لهذه الوزارة في عهد صديقه الوزير الدكتور سعيد شيبان.
وأشرف خلال هذه الفترة على إعداد الملتقيات السنوية للفكر الإسلامي التي كانت تستضيف نخبة من العلماء والمفكرين العرب والمسلمين وكذلك المستشرقين لمناقشة قضايا فكرية تراثية ومعاصرة.
تعارفنا في عام 2001 على هامش الملتقى الدولي الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى حول موضوع “حوار الثقافات والحضارات”.
وتعمقت علاقاتنا بعد ذلك، والتقينا مرات عديدة في مناسبات علمية، وكانت آخرها الندوة التأبينية التي نظمتها جمعية العلماء الجزائريين بنادي الترقي يوم السبت 2 رمضان 1432 الموافق لـ21 جويلية 2012م حول المفكر رجاء غارودي (أنظر الصورة المرفقة).
وقد ترأسها الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس الجمعية، وشارك فيها الدكتور سعيد شيبان، والأستاذ عبد الوهاب حمودة، وكاتب هذه السطور.
وتحدث الأستاذ عبد الوهاب حمودة عن فكر غارودي من خلال قراءة نصوص مختارة من كتبه، ثم تحليلها تحليلا دقيقا كشف تنوّع اهتمامات هذا المفكر المسلم، وعمق دراسته لقضايا واقعنا المعاصر.
رحم الله الأستاذ عبد الوهاب، وأسكنه فسيح جنانه، ورزق أهله الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.