الرئيسية / مقالات و دراسات / مقالات جزائرية / الجمعية الجزائرية للكلمة الطيبة – الدكتور يحي بكلي الجزائري

الجمعية الجزائرية للكلمة الطيبة – الدكتور يحي بكلي الجزائري

Print Friendly, PDF & Email

ما رأيك لو تخرج من بيتك وأنت متجه إلى عملك فتقابلك على طول الطريق لافتات فيها كلمات طيبة مثل “كن مطمئنا” أو “ابتسم واسعد فأنت في مدينة الرسول”.

هذا إضافة إلى بعض المعالم التي تذكرك بالرسول وبالصحابة مثل جبل أحد أو لافتات تذكرك بالله مثل “سبحان الله”، “أستغفر الله”، “صلّ على الحبيب”…

لا أحكي لك كيف تدخل مكتبك ومعنوياتك مرتفعة والابتسامة في محياك وأثر ذلك في تعاملك مع زملائك في العمل وفي مردودك اليومي…

هذه الأرض المباركة تبرمجت على الطيبة منذ اللحظة التي أسماها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بطيبة (وطابا)، وقد تبرمج أهلها على المهارة في انتقاء الكلمات الطيبة كقولهم “أبشر” أو “هل نخدمك بشيء” أو “هل تأمرنا بشيء” وقس عليها…

تذكرت أيام كنت في الجزائر وأنا في طريق العمل تقابلني صباح مساء لافتات من مثل “لا تسرع فالموت أقرب إليك”، وقس عليها.

الحضارة تبدأ من هذه الجزئيات، وكل الحكماء والمختصين في العادات الحسنة يجمعون على أن الإنسان ينبغي أن يبدأ يومه بشيء طيب وينهيه بشيء طيب، ولا أطيب من الكلمة الطيبة يقرأها الإنسان أو يرددها بلسانه، فيزداد انبساطا وانشراحا، فيدخل على زملائه وعلى تلاميذه أو طلابه أو زبائنه وعلى أهله وهو مبتسم يمدّهم بالطاقة الايجابية.

ما أحوج الجزائريين هذه الأيام بالذات إلى من يسمعهم الكلمة الطيبة إلى من يكتب لهم الكلمة الطيبة إلى من يذكرهم بالله، فمفاتن الحياة وفتنها في كل منعرج وفي كل طريق..هل تتصورون حجم الحسنات التي سيحصل عليها الجزائريون إذا ما اشتغلوا في التسبيح والاستغفار حين يواجههم الازدحام المروري وما أدراك ما الازدحام المروري؟

صدقوني لو يعلم الناس ما في التسبيح والاستغفار والصلاة على الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) من أجر ونفع دنيوي وأخروي لاشتاقوا إلى الازدحام، ولكان لهم منه موقفا آخر…

ما أحوج الجزائريين اليوم إلى جمعية للكلمة الطيبة تتخصص فقط في بث الكلمة الطيبة في أزقة الجزائر وفي طرقاتها وخاصة في أوقات الدوام والذروة.

لافتات على الطرقات تذكر الناس بالله وتذكرهم بالابتسامة وتبشرهم (“نهارك مبروك”، “النجاح بانتظارك”، “توكل على الله”، “الجزائر تحبّك وتحبّها”) لافتات تعلق في الأماكن الحساسة حيث الاكتظاظ وفي الجسور العالية طبعا بالتنسيق مع رؤساء البلديات أو من ينوبهم.

ويعلم الله أن كثيرا منهم فيهم خير كثير ولا أشك أنهم سيستجيبوا للفكرة إذا ما لمسوا الصدق في أصحابها، أو قصاصات ملونة جميلة مصحوبة بزهور توزع على الناس وهم في سياراتهم في قمة الغضب من الازدحام..

يعلم الله كم سيكون لها من عظيم الأثر على نفسيات الناس، وما أسعد من يبادر ويكون الأول في”من سنّ سنّة حسنة في الإسلام فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة”..

ترى من سيكون أول مؤسس لأول نادي أو جمعية جزائرية للكلمة الطيبة، وهل من ملتقط للفكرة؟

عن عمار رقبة الشرفي

- مجاز في القراءات العشر المتواترة من طريق الشاطبية والدرة. - مجاز في الكتب التسعة بالسند المتصل وبعدد من كتب الحديث الشريف. - شهادة تخرّج في العلوم الشّرعية والعربية من معهد بدرالدّين الحسني بدمشق. - شهادة الدّورة التّأهيليّة للدّعاة. - إجازة تخرج (ليسانس) من معهد الدّعوة الجامعي (فرع دمشق) في الدراسات الإسلاميّة والعربيّة. - ديبلوم ماجيستير في الفقه المقارن (تحقيق جزء من كتاب عيون الأدلّة - للقاضي أبي الحسن علي بن أحمد المالكي البغدادي المعروف بابن القصار (ت :398هـ - 1008م- قسم المعاملات. - مؤسس ومدير معهد اقرأ للقرآن وعلومه، باب الزوار- الجزائر العاصمة http://iqraadz.com/ - المؤسس والمشرف العام على موقع المكتبة الجزائرية الشّاملة http://www.shamela-dz.net/

شاهد أيضاً

الشيخ العثماني في ذمة الله تعالى – الأستاذ محمد الهادي الحسني

“كل شيء هالك إلا وجهه”، “ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”، ذلك قضاء من له …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *