هو أبو عبد الرَّحمن عاشور بن السَّائح بن مزيان بن إبراهيم بن بلحاج بن بلقاسم بن أحمد بن لخضر الخضراوي – نسبة إليه – الحسني، ولد في 17 محرم من عام 1379 هـ / 23 جويلية 1959م ببلدة الهامل ضاحية بوسعادة من أسرة شريفة نسبا، معروفة بالعلم والصَّلاح وخدمة القرآن الكريم.
تلقَّى القرآن بمسقط رأسه الهامل، حيث التحق بمسجد الحجاج في سنِّ الخامسة ليأخذ مبادئ القراءة والكتابة، ويتدرَّج في حفظ كتاب الله بالطريقة التَّقليدية – اللَّوحة والقلم والدَّواة – وحافَظ على الالزام بالتَّردُّد عليه حتَّى بعد التحاقة بالمدرسة الابتدائية.
لعلَّ أغلب مَن تتلمذ على أيديهم في التَّعليم المتوسِّط والثَّانوي من بلاد المشرق العربي؛ مصر فلسطين سوريا والعراق، وأغلبهم أكفاء بمستويات عالية وشهادات معتبرة، وكانوا إنَّما جاءوا ليس للتَّعليم فحسب بل لافتكاك جيل كامل من براثين التَّغريب الذي حاولت فرنسا غرسه بأرضنا؛ إِنْ في اللُّغة أو في الفكر أو في بعض التَّقاليد، فكانوا يُعطون المادَّة العلمية مغمورة بفيض شرقي عربي إسلامي.
نجح في مسابقة الدُّخول للمعهد الإسلامي لتكوين الإطارات الدِّينية بسيدي عقبة ولاية بسكرة، فدرس به عاما دراسيا واحدا ليغادره، ويغادر الجزائر إلى بلاد الشَّام.
وفي دمشق الشَّام التحق بمعهد الفتح الإسلامي حيث أخذ علوم اللُّغة العربية والشَّريعة الإسلامية، وكان حرصه شديدا على طلب العلم فلم يفوِّت فرصة ولم يهدر ساعة إلَّا واستغلَّها في حِلق العلم وزيَّارة الشُّيوخ والعلماء في المساجد والبيوتات، يحدوه النِّداء العلوي{فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍۢ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } [التَّوبة 122].
كان دخوله دمشق حاضرة الشَّام عام 1983م وقضى بها ستَّ سنين دأبا؛ أصالة بمعهد الفتح الإسلامي حتَّى عام التَّخرُّج منه 1989م، وبالموازاة مدرسة الدّلامية للقراءات، كذا جمعية أرباب الشَّعائر الدِّينية، وحلقات الجامع الأموي وجامع السَّنجقدار وغيرهما.
رجع إلى بلده بإجازة في قراءة القرآن و إقرائه بالقراءات العشر المتواترة، وبإجازة في الشَّريعة الإسلامية واللُّغة العربية من معهد الفتح الإسلامي، و بمخزون علمي وثقافي وسلوكي استمدَّه من شيوخه و أساتذته، وبمكتبة من المصادر القديمة والنَّفيسة.
لم يفارقه الحنين إلى مقاعد الدِّراسة بعد رجوعه إلى الجزائر، حيث التحق بكليَّة العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية جامعة وهران عام 2007م، فقضى بها أربع سنين حتى نال شهادة اللِّسانس في الفقه والأصول سنة 2011م، ثمَّ ثلاث سنين ليتحصَّل على شهادة الماجستير سنة 2014م، وأخيرا درجة الدُّكتوراه في الفقه المقارن في 2018م.
وفي الجامعة اطَّلع على مناهج البحث العلمي الأكاديمي، واستفاد من الأساتذة والباحثين وتمرَّن بالخوض في النَّدوات العلمية والملتقيات، ليجمع بين العتيق والحديث، فينال إتقان وبركة الأوَّل، ويُزاحم بالرُّكب في الثَّاني.
شيوخهُ
حفظ سورا من القرآن تلقينا عن والده السَّايح بن مزيان الخضراوي، ثمَّ تدرَّج في حفظ القرآن الكريم تلقينا ورسما عن الشَّيخ أمحمَّد بنَّاعم شخمة، ثمَّ عن الشَّيخ سليمان ابن مصطفى دحية، ثمَّ الشَّيخ الأخذري دحية، واستقرَّ به الأمر بعد ذلك عند فضيلة الشَّيخ الورِع المبارك أبي المبارك أحمد بن عبد القادر الجودي الشَّريف الهاملي – رحمه الله –
وفي دمشق الشَّام أخذ القرآن عرضا برواية حفص عن عاصم عن الشَّيخ المقرئ أبي سليمان سهيل الزَّبيبي الدِّمشقي، كما قرأ أجزاء من القرآن الكريم برواية ورش عن نافع عن العلَّامة المقرئ الشَّيخ عبد الرَّزَّاق الحلبي- رحمه الله رحمة واسعة -.
أخذ القراءات العشر المتواترة من طريق الشَّاطبية والدَّرَّة عرضا مع أحكام التِّلاوة والتَّحريرات؛ إفرادا لسورتي الفاتحة والبقرة، وجمعا لختم كامل عن شيخه وأستاذه الحييِّ الكريم القارئ المقرئ الشَّيخ عمر بن الحاج محمَّد ريحان إمام جامع الدِّلامية وشيخ مدرستها وأجازه بذلك.
بدأ دراسة الفقه عن شيخه الفقيه الشَّيخ الحاج ساعد حرزلي الشَّريف الهاملي، وعن أستاذه الدُّكتور حسن رمضان فحله الحموي بسيدي عقبة العامرة، وعن أستاذة وشيوخ معهد الفتح الإسلامي: الأستاذ الدكتور وليُّ الدِّين صالح فرفور والشَّيخ الفقيه أبو حُميد أحمد رمضان والعلامة الفقيه المقرئ الشَّيخ عبد الرَّزَّاق الحلبي.
وأخذ علوم الحديث عن الشَّيخ الفقيه أبي حامد والعلَّامة الشَّيخ المحدِّث أبي عمر موفق نشوقاني والشَّيخ الدَّكتور حسام الدِّين صالح فرفور واستفاد من الشَّيخ محدِّث الشَّام العلَّامة عبد القادر الأرناؤوط.
وأخذ علم الفرائض عن شيخه العلَّامة الفرضي أبي رضوان نور الدِّين خزنا كاتبي.
وأخذ علوم اللُّغة العربية عن الأستاذ الطَّيِّب بن علية الشَّريف الهاملي، والأستاذ محمَّد سعيد المؤمن العراقي، والعلَّامة الشيخ أبي سليمان سهيل الزَّبيبي، والأستاذ علي فرُّوجي والأستاذ الدُّكتور عبد الفتَّاح البزم، والعلَّامة الشَّيخ عبد الرَّزَّاق الحلبي.
كما درس كتاب الموطَّأ عن شيخه العلَّامة الفقيه الشَّيخ نايف عباس الشَّافعي – رحمه الله – بجمعية أرباب الشَّعائر الدِّينية بدمشق، ودرس الحكم العطائية في الأخلاق والسُّلوك والتفسير عن الأستاذ الدُّكتور محمَّد سعيد رمضان البوطي – رحمه الله – بجامع السَّنجقدار بدمشق، ودرس أجزاء من صحيح البخاري وأصول الفقه على الأستاذ الدكتور مصطفى ديب البغا.
تشرَّف بالجلوس تحت قبَّة النِّسر بالجامع الأموي الكبير بدمشق في حلقات العلَّامة الفقيه المقرئ الكوكب الدُّرِّي ومصباح الجامع الأموي سماحة الشَّيخ العلَّامة عبد الرَّزَّاق الحلبي حيث سمع منه تفسير القرطبي من سورة البقرة إلى سورة الكهف وقرأ عليه أجزاء من القرآن الكريم برواية ورش عن نافع، كما قرأ عليه الإتقان في علوم القران، ومغني اللَّبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام في النَّحو بالغزَّالية بالجامع نفسه.
حظِي بلقاء الأديب الفقيه الأصولي النَّحوي العلَّامة سماحة الشَّيخ محمَّد صالح فرفور الحسني مؤسِّس معهد الفتح الإسلامي والمثول بين يديه و الإفادة من حاله وقاله، والدُّكتور العلَّامة المحدِّث الدُّكتور نور الدِّين عتر، والمقرئ العلَّامة المفسِّر الشَّيخ كُرَيِّم راجح شيخ القرَّاء بالدِّيار الشَّامية وأفاد منه، والشَّيخ الأصولي الدُّكتور عبد اللَّطيف صالح فرفور.
حضر حلقات بعض الشُّيوخ والأساتذة والمدرِّسين بالمسجد النَّبوي الشَّريف بالمدينة المنوَّرة، كما نال شرف الجلوس في حلقات أهل العلم بالمسجد الحرام بمكَّة المكرَّمة زادها الله تشريفا وتكريما في مواسم الحجِّ و العمرة.
كما استفاد من أساتذة كليَّة العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية جامعة وهران: الأستاذ بغداد بقوق، والدُّكتور أحسن زقور، والدُّكتور الأخضر الأخضري، والدُّكتور الهواري يوسي، والدُّكتور فلَّاح خير الدِّين، والدُّكتور محمَّد مبروك، والدُّكتور مختار حمحامي، والدُّكتور عبد القادر داودي، والدُّكتور حمزة العيدية، والدُّكتور حوالف عكاشة والدُّكتور حفَّاف نبيل.
تلاميذه
أخذ عنه القراءة عرضا الكثير من طلبة العلم وحملة القرآن؛ منهم المفردون برواية أو روايتن، ومنهم الجامعون للقراءات العشر المتواترة من طريق الشَّاطبية والدُّرَّة؛ من أشهرهم:
1- الشَّيخ المقرئ منصور بن عبد القادر بلحاج
2- الشَّيخ المقرئ الدُّكتور توفيق بن يوسف منصوري
3- الشَّيخ المقرئ الجيلالي بن يعقوب قدوم
4- الشَّيخ المقرئ الدُّكتور يوسف بن عبد القادر نوريين
5- الشَّيخ المقرئ عبد القادر بن المختار عقاد
6- الشَّيخ المقرئ عبد الجليل بن أحمد بنِّي
7- الشَّيخ المقرئ محمَّد بن محمَّد فقير
8 – الشَّيخ المقرئ العايش بن أحمد صياد
9 – الشَّيخ المقرئ محمَّد بن الطيِّب بريكة
10 – الشَّيخ المقرئ مسعود بن الدَّرَّاجي بريكة
11 – الشَّيخ المقرئ الجيلالي بن محمَّد بن عبد الله
12- الشَّيخ المقرئ عبد الله بن خالد بوقطاية
13- الشَّيخ المقرئ الجودي بن عبد القادر جديد
14- الأستاذة المقرئة نصيرة علالي أمُّ ميسرة
15- الأستاذة المقرئة فتيحة عويني أمُّ الخير
16- الشَّيخ المقرئ الجيلالي بن الطَّيِّب تيرس
17- الشَّيخ المقرئ عبد الإله بلعسري
18- الشَّيخ المقرئ مختار بوطبل
19- الشَّيخ المقرئ جمال بن محمَّد سكَّة
20- الشَّيخ المقرئ مولود بن علي سيدي عدَّة
21- الشَّيخ المقرئ الدُّكتور زكرياء بن العيد بسباسي
22- الشَّيخ المقرئ عمر بن محمَّد فرقوق
23- الشَّيخ المقرئ البشير بن محمَّد زيازيا
24- الشَّيخ المقرئ عنتر بن فرحات بن هدَّاد
25- الشَّيخ المقرئ حمزة بن لخميسي دحية
26- الشَّيخ المقرئ علي بن أحمد العربي
27- الشَّيخ المقرئ حسام بن بوزيد البيدي
28- الشَّيخ المقرئ أحمد بن يحي بن فضالة
29- الشَّيخ المقرئ عادل بن علي حريزي
30- الشَّيخ المقرئ محمَّد بن عبد القادر تمُّوري
31- الأستاذة المقرئة زينب بنت لحبيب زحَّاف
الأعمال
– القيام بالإمامة وتحفيظ القرآن والخطابة والتَّدريس بالمساجد.
– التَّدريس بالتَّكوين المتواصل للأئمَّة التَّابع لمديرية الشُّؤون الدِّينية لولاية وهران، والعضوية بالمجلس العلمي، وبلجنة الفتوى، وعضوا بلجنة التَّحكيم في مسابقات القرآن.
– تدريس مادَّة النَّحو والبلاغة بقسم اللُّغة العربية كلية الآداب والفنون جامعة حسيبة بن بوعلي بالشَّلف، وتدريس مادَّتي التَّخريج الأصولي والحديثي ثمَّ مادَّة توجيه القراءات بقسم العلوم الإسلامية كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان.
– تأسيس مقرأة الفتح: وهي مدرسة قرآنية لتحفيظ القرآن الكريم والاهتمام بأحكام التِّلاوة والتَّجويد ونشر علم القراءات مع مبادئ علوم الشَّريعة الإسلامية واللُّغة العربية.
– إدارة مؤسسة دار القرآن بوهران: وهي مدرسة متخصِّصة في القراءات، يُقرئ بها ثلَّة من القرَّاء المجازين، ويدرِّس بها نفر من الأساتذة المختصِّين، ويؤمُّها الطَّلبة من مختلف الولايات.
– المشاركة في العديد من الملتقيات والنَّدوات العلمية؛ الدَّولية والمحليَّة خاصَّة المهتمَّة منها بعلوم القرآن والإقراء، وإثراء ذلك بالمداخلات والمناقشات والآراء والأفكار المعالِجة لأمور المدارس القرآنية وتعليم القرآن، منها.
الإنتاج
– المدخل في علم القراءات.
– المهذَّب في علوم القرآن.
– الوجيز في علم الفرائض.
– أقاويل أهل السُّنَّة والجماعة في حكم قراءة القرآن بالإدارة والجماعة.
– أحكام التَّجويد برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق.
– أحكام التَّجويد برواية قالون عن نافع من طريق أبي نشيط.
– العهدان فتحي و الفتح من حياة العلَّامة الشَّيخ محمَّد صالح فرفور.
– نبذ العقود.
– أثر القراءات القرآنية في الفقه المقارن [رسالة ماجستير].
– فقه الواقع والتَّوقُّع وأثره في الفتاوى والأحكام القضائية [ أطروحة دكتوراه].
– المنتخب في السِّياسة الشَّرعية.
– الشَّوكة للحكم والسُّلطان.
– عبق الأريج في فنِّ التَّخريج.
– محاضرات في فنِّ توجيه القراءات.
– القُطافة من جَنَى الفتاوى.
– الشَّهد المسكوب من سيرة الحِب المحبوب صلى الله عليه وسلم.
– ذكر الرَّحمن من الجَنان إلى الجِنان.
– حياة البرزخ.