توفي اليوم الأحد 02 جمادي الثانية 1436 للهجرة شيخنا الأديب والخطيب المفوه والمربي الكبير الشيخ هشام الحمصي عن ست وسبعين سنة قضاها في العلم والتعليم..
وقد تشرفت بالتتلمذ على يديه سنوات بمعهد بدر الدين الحسني بدمشق نهلنا فيها من علمه وخلقه…
وقد امتاز الشيخ بخصال عديدة أذكر منها:
حسن خلقه: فلم يُعرف عن الشيخ أن اغتاب أحداً أو قبل أن يغتاب عنده أحد وهذا على مدار سنوات قضيناها بين يديه.
سرعة دمعته: فكم رأينا من دموع تنهمر لمجرد ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم.
تذوقه للقرآن الكريم: لم أعرف أحداً ممن أكرمني الله بالتتلمذ على أيديهم يتذوق الحرف القرآني كالشيخ فقد كان الشيخ آية في فهم كتاب الله…يقوده ذلك أحياناً إلى أن يغرب، لكنه يبدع في إبراز مكنونات الحرف والكلمة القرآنية.
نداوة الصوت: وهب الله الشيخ صوتاً جهورياً مرفوقاً بعذوبة ونداوة يقرنها الشيخ بتدبر ينتج عنه صوت قل أن تسمع مثله.
تواضعه لطلابه وحرصه على تعلمهم: لقد كان الشيخ يدفعنا للأسئلة دفعاً … هاتوا ماعندكم…لماذا قال الله في الآية كذا ولم يقل كذا…
كل هذا مع تواضع جم لطلابة وحسن استماع لمسائلهم.
نبوغه في الأدب: لقد كان شيخنا شاعراً وأديباً ينظم الشعر ويحفظه.
درّس الشريعة بلسان الأدب…وكان يفتخر بذلك وله من القصائد والمختارات ما تشهد به كتب الأدب التي ورّثها الأجيال من بعده.
حرية فكره وعقله: جرته هذه أحياناً إلى الشذوذ في نظر غيره لكن لا يمكن إنكار إبداعه الذي يعتقد رحمه الله أن من لم يقرأه فاته الخير وكان يصرح بذلك.
خطيب مفوه: يوصف الشيخ بأنه ” أديب الخطباء وخطيب الأدباء” يقصد خطبته النخبة من الأدباء والباحثين عن ذوق وسحر الكلمة حينما تترصع بآي القرآن وكلام العدنان.
خط مبدع: يتميز الشيخ بخط مميز يجعله يتباهى عليه رحمة الله بإظهاره ..ويكون ذلك أحيانا بخطوط متنوعة.
خلف الأستاذ بعده من الكتب:
عيون الاشعار وروائع الأفكار
قطوف الآداب وثمرات الألباب
خير الأدب عند العرب
مرشد الخطيب وزاد الأديب
عبير النبوة
حديث الاثنين ( جزآن )
عبق الأزهار في التبصر والاعتبار
الجديد في فقه القرآن المجيد
جواهر الفوائد في علوم التفسير واللغة والقواعد
الرؤيا تفسيرها وضوابطها
نظرات في كتاب الله
القضاء والقدر حق وعدل
الأسرة المثلى مشكلات وحلول
الأطفال بهجة الدنيا وأمل المستقبل
رحلة الحياة بين الأمل والعمل والأجل
دراسات منهجية في النحو والتفسير والفقه والحديث.
إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا …عليك رحمة الله شيخنا وأسكنك الفردوس الأعلى