عُرف الشيخ عليه رحمة الله بالعلم الغزير والانضباط الكامل تجاه الكتاب والقلم…فلم يكن يرى إلا بين هذين، ولم تمنعه -وكان في هذا الاستثناء كما حدثنا الدكتور بديع اللحام – لم تمنعه العمادة والإدارة من الكتاب والتأليف…لذا كان يلقب بسيوطي عصره عليه رحمة الله…
وعرف الشيخ أيضاً بحرصه على الوقت، فقد سمعت منه أنه يقوم الرابعة فجراً صيفاً وشتاءً، حلاً وترحالاً، عطلة أو دواماً.
وعرف الشيخ أيضاً بصلابته في الحق، ودفاعه المستميت عنه…خاصة موقفه من الشيعة الذين جرب منهم المكر والخداع، وكان قد مشى في ركب أكذوبتهم التقارب ردحاً من الزمن لينكشف ويكتشف زيغهم وكذبهم وباطلهم كما سمعت منه شخصياً وهو يحدثنا عن أكذوبة التقارب…
عرف الشيخ بصلابته في الحق عموماً …هذا الحق منعه من الخطابة، وهذا الحق منعه من السفر، وهذا الحق جعل النظام السوري المجرم يمكن الجاهل حسون ليتبوأ منصب الإفتاء بوجود الشيخ الزحيلي والشيخ الخن والشيخ صادق حبنكة والشيخ أسامة الرفاعي ووووو القائمة طويلة…
في بداية الثورة السورية التقيت الشيخ الذي أكرمني الله بملازمتي له في درسه يوم الثلاثاء في التفسير والفتوى بجامع العثمان [ الكويتي ] كل ثلاثاء…
التقيت الشيخ بشارع الميسات …فسلمت عليه وأقرأته سلام كثير من طلابه الجزائريين…
ورجوته وكنت حينها آواخر سنة2011م على أهبة السفر من دمشق… رجوته أن لا يتورط مع النظام كما تورط بعض الشيوخ ممن ركب النظام عمائمهم وجعلهم مطية لاستباحة الحرمات والدماء…فانتفض الشيخ وقال:
أنا… لقد دعيت إلى مائدة رئاسية للغذاء فأبيت وامتنعت لأني لا أقبل أن أجلس على مائدة تسيل منها دماء الأطفال…
وبشر إخواني وطلابي بالجزائر أني ثابت على الحق ماض فيه ولن أحيد عنه ما حييت.
رحمك الله شيخنا….وأسكنك الفردوس وجمعك بأحبابك الفقهاء، والمفسرين، فقد مددت إليهم بسب…
إنا لله وإنا إليه راجعون…
رحم الله شيخنا الهمام الدكتور وهبة الزحيلي.
كان أول لفائي به سنة 1994 م بالحي المالكي بدمشق، وقد كنت يومها برفقة شيخي الفقيه الأصولي البارع أحمد الشريف لطرش السنوسي رحمه الله…
لي بحث صغير عن الوقف بتقريظ شيخنا د.وهبة ، أسأل الله أن ييسر طبعه – آمين…