العلم رحم بين أهله كما صاغ علماؤنا، وأب الإفادة خير من أبي الولادة، ونحن إذ نودّع رجلا طالما أفاد الأمة بلسانه وقلمه وجاهد فيهما حقّ جهاده..
تفقد الأمة الجزائرية قاطبة والمشراوية خاصة علماً مصلحا قضى سواده وبياضه في فهم دينه وتفهيمه، ولعلّ الكثير منّا مجهول عنده عينا وحالا، ومن باب حقّه علينا وواجبنا نحوه أن نزيل الجهالة ونعّرف الجيل بقاماته وعلمائه و مفكريه ..
ولا نجد خير جسر لهذا غير موقع المكتبة الجزائرية الشاملة المباركة..
وهذه ترجمة موجزة لهذا الرجل عليه سحائب الرحمة والرضوان :
_ من مواليد 1931 بمدينة المشرية ولاية النعامة حفظ القرآن وعمره لا يجاوز العشر سنين.
– قدّمه آنذاك لصلاة التراويح في المسجد العتيق شيخه “بن رابح “وبعد بلوغه السادسة عشرة من عمره التحق بجامع القرويين بفاس و هناك تلقّى عتيق العلم عند أقطابه ..
– التحق بجامع الزيتونة كذلك ولم يطل مقامه طويلا لتدهور الأحوال هناك. .
– شارك في الثورة التحريرية هو وشقيقه الأديب “الشهيد “الحبيب بنّاسي الذي استشهد في إحدى معارك 1956 هذا الأخير له كتاب تحت عنوان “صرخة القلب ”
-كان للأستاذ نشاط ثقافي متنوّع بين الكتابة في الصحف والمحاضرات والتأليف. .
-انخرط في في سلك التعليم الثانوي وبعدها الجامعي رفقة رئيس جمعية العلماء المسلمين الحالي الدكتور عبد الرزاق قسوم .
وتآليفه رَبَت عن عشر كتب في فنون مختلفة، وما ميّزها الدقة والتركيز في المعنى وسهولة ماتعة في المبنى وهذا ديدن “المغاربة” عموما. .
وهذا ما طُبع منها:
- يوميات أستاذ.. مغامرات شاب .
- مقالات في الأدب والسياسة.
- سهام نحو المدرسة الأساسية.
- تأمّلات في النهضة الإسلامية.
- دراسات في الإسلام واللغة العربية.
- المدخل إلى فكر مالك بن نبي.
- فلسفة الثورة الجزائرية أسس ومبادئ .
- الوجيز في السيرة النبوية .
- جذور العنصرية الفاشية في الفكر الغربي.
وفاته:
انتقل إلى رحمة الله غرة التاسع والعشرين من رمضان 1441 هجرية الموافق للثاني والعشرين مايو 2020 ميلادية.
رحم الله الفقيد وأسكنه الله فسيح جناته، إنّا للّه وإنّا إليه راجعون.