الحمدلة:
الأيّام واللّيالي مواقيت للأعمال، ومقاديرٌ للآجال،تفنى جميعاً ويبقى موجدها ذو الجلال :
-يقول جلّ من قائل [كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [[ الرحمن 26-27].
كلّ يومٍ يمرّ يدنينا من القبور، ويبعدنا عن عالم الدّور:
– يقول تبارك وتعالى]يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ[[النور 44].
– ويقول الجليل:]وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ[[ آل عمران 144].
-ويقول عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ : ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً ، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ، وَلا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلا حِسَابَ ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلا عَمَلٌ .
-ويقول الشّاعر:
إنّا لنفرح بالأيّام نقطعها*** وكل يوم مضى نقص من الأجل
-ويقول آخر:
نسير إلى الآجال في كلّ لحظةٍ*** وأيّامنا تطوى وهنّ مراحل
نهاية العام وبدايته فرصة للتّغيير و المحاسبة:
– يقول سبحانه]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[[الحشر 19].
-ويقول المصطفى صلّى الله عليه وسلّم:(( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله)) حديث أخرجه الترمذي
-ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:(( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم)).
-ويقول أبو الدرداء)):إنّما أنت أيّامٌ كلّما مضى منك يومٌ مضى بعضك)).
-ويقول شوقي:
دقات قلب المرء قائلةٌ له *** إنّ الحياة دقائقٌ وثوانِي
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها ** فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني