- ولد رحمه الله تعالى سنة 1359 هجرية الموافق 1940 ميلادية بحي قصر العرب الجديد بدائرة عين صالح ولاية تمنراست .. الجزائر.
- والده عبد الرحمن بن بوحفص بن الشيخ الجيلالي الزاوي من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه توفي بالإسكندرية بمصر ودفن بها سنة1957.
- وأمه لالة فاطمة رقاني رحمها الله من آل البيت تكفلت بتربية الشيخ بمعية خالته لالة الزهراء رقاني رحمها الله ( وكان لي الشرف أن تربيت ببيتها أنا كذلك ولكني لم أدرك والدته لأنها توفيت قبل مجيئي للمدرسة) رحمهما الله ورضي عنهما.
- لما بلغ سن التمييز أرسلته والدته إلى الشيخ قدور لمغربي بحي القصبة ليقرأ عليه القرءان فعرف بمهارته الفائقة وذكائه مما جعل الشيخ يدنيه ويقربه ويخصه باهتمام أكثر مع بعض الطلبة حيث ختم عليه القرءان في سن مبكرة، والتحق بالمدرسة النظامية حيث كان يسيطر عليها المستعمر الفرنسي ، فكان يزاوج بين الدراستين ، ثم التحق بمدرسة الشيخ امحمد بن مالك الفلاني بحي أقبور قصر المرابطين بعين صالح بعدما نصبه فيها الشيخ مولاي أحمد الطاهري الإدريسي الحسني دفين مراكش رحمه الله ، مكث الشيخ محمد الزاوي بالمدرسة مدة دراسته وقرأ على الشيخ بن مالك المتون والكتب المعتمدة في الفقه والأصول واللغة والتفسير وعلوم الآلة حتى أجازه الشيخ إجازة عامة في كل الكتب والمتون.
- ثم اجتاز الشيخ امتحان الإمامة فكان الأول على دفعته من بين 360 متسابق لمنصب إمام ممتاز.
- وقد اعترف له الكثير من العلماء بالذكاء والفطنة والعلم والحكمة كالشيخ سيدي محمد بلكبير رضي الله عنه والشيخ محمد باي بلعالم رحمه الله والشيخ الحسن الأنصاري والشيخ مولاي التهامي الغيتاوي رحمه الله وأكثر علماء الجنوب ، وحتى من علماء الشمال خاصة علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومنهم الشيخ عبد الرحمن شيبان رحمه الله والدكتور عبد الرزاق قسوم والأستاذ الهادي الحسني والشيخ خالد قويدري والدكتور محمد إيدير مشنان ومنهم من يعتبر مفسه تلميذا أمامه .
- وفي سنة 1956 طلبت منه والدته أن يفتتح مدرسة قرآنية ، ومع غطرسة المستعمر الفرنسي شاور شيخه بن مالك فأمره بالتوكل على الله وافتتاحها وقال له (( أطع والدتك وأنا أضمن لك العلم )) ، فكان الافتتاح في بيته الخاص أول الأمر حيث حضر أكثر من ستين طالبا في اليوم الأول وماهي إلا أيام حتى كان عدد الوافدين 450 مابين طالب وطالبة علم .
- فكان يفتتح المدرسة صباحا للإملاء وكتابة الألواح ثم التصحيح ثم الحفظ ثم العرض إلى الضحى ، ثم يفتتح دروس المتون للأولاد إلى الزوال ، ثم بعد العصر تعرض الألواح والمتون المحفوظة إلى قبيل المغرب ، ثم بعد المغرب يقرأ الطلبة الحزب الراتب ثم الدروس في الفقه واللغة والتجويد والاصول والعقيدة والسيرة وغيرها إلى صلاة العشاء وكهذا على مدار العام فلم يكن يأخذ عطلة رحمه الله ، أما عطلة الطلبة فهي شهر في العام في آخر الصيف .
- ثم تم بناء المسجد والمدرسة فأصبح عدد الطلبة 1500 طالب وطالبة فاضطر الشيخ لتخصيص مدرسة للنساء فكانت أول مدرسة تخرجت منها 400 حافظة لكتاب الله أواخر الثمانينيات ( حيث كنت مشرفا حينها على سجل المدرسة).
- أما عدد الخريجين من الذكور فقد أخبرني بنفسه بحضور مجموعة من الناس منهم الحاج صالح عبد الرحين والحاج محمد بن ناجم والحاج محمد بركة ، أخبرني أن عدد الخريجين من الذكور فاق 3000 طالب من سنة 1956 إلى سنة 2003 ، منهم الإمام والمدير والاستاذ والإطار في الدولة وغيرهم .
- وفي سنة 1966 م انتخبه أهل الحي لإمامة مسجدهم خاصة بعد إلحاح الحاج محمد التيطي رحمه الله فوافق الشيخ أن يكون إماما متطوعا ، وفي سنة 1974 تم تعيينه إماما رسميا في المسجد.
نشاطه في الثورة :
كان للشيخ نشاط معروف في الثورة التحريرية حيث كان مكلفا بجمع التبرعات للمجاهدين وتجنيد الأطفال وتحفيظهم النشيد الوطني ومبادئ الثورة إلى الاستقلال ، فتم تقليده منصب مسؤول قسمة ثم مسؤول أول ، ثم أسندت إليه لجنة التوجيه ثم عضوا باتحادية حزب جبهة التحرير الوطني إلى أن تم تنصيبه على رأس لجنة الإعلام . - وفي سنة 1976 تم تكليفه برئاسة معتمدية الشؤون الدينية والأوقاف بدائرة عين صالح ، ثم عين مفتشا للشؤون الدينية بتمنراست ، ثم عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى ثم مفتشا رئيسيا لولايات الجنوب الشرقي ( تمنراست ، إيليزي ، غرداية ، ورقلة ) إلى سنة 1991 ، ثم عين ناظرا للشؤون الدينية بتمنراست إلى سنة 1994 .
- وفي سنة 1991 أسس المعهد الإسلامي لتكوين الأئمة بعين صالح وكان الطلبة يتوافدون عليه من كل الولايات خاصة من ولاية أدرار مهد الزوايا والمدارس فكان يستقبلهم في بيته ويطعمهم من راتبه .
- ثم تم تعيينه مديرا للشؤون الدينية والأوقاف لولاية تمنراست ثم مديرا للمعهد الذي أسسه حتى أحيل على التقاعد .
وفي كل هاته السنوات ومع كل هذه المهام لم تتوقف المدرسة القرآنية عن العطاء والتدريس فكان يزاوج بين الإدارة في النهار والتدريس في المساء والليل حتى أسس الملتقى السنوى بفقارة الزوى والذي لايزال إلى اليوم يحضره العلماء والمشايخ من كل الولايات وحتى الدول الإسلامية .
تلامذته : - أما من النساء فمنهن الأمهات والجدات.
- وأما من الرجال فأذكر منهم في هذه العجالة الذين افتتح بهم المدرسة وهم :
1- أخوه من أمه أحمد بن عبد الحاكم رحمه الله
2- الحاج محمد سيد علي تويتي رحمه الله
3- الحاج عبد الرحمن تويتي رحمه الله
4 – مولقارة حمو
5 – صالح بركة
ونجله وخليفته في المدرسة الشيخ عبد الرحمن حفظه الله وإخوته أحمد والشيخ عبد القادر والشيخ ، والأستاذ مبروك سلمات كاتبه الشخصي وأخيه أحمد، وأبناء أخيه محمد ومصطفى وعبد اللطيف وخالد وعبد السلام وغيرهم ، والعبد الضعيف كاتب هاته الترجمة ( عبد الرحمن مصطفاوي ) ،والإخوة صويلحي محمد الصالح وعمران ومحمد وعبد الرحمن ، والشيخ مختار لغشيم والشيخ أحمد باعلال رحمه الله والشيخ قدور لغشيم ، والإخوة بابي محمد وأحمد وامحمد وعبد الرحمن ، والأستاذ محمد كداوة ، والإخوة ساقني الحاج أحمد والشيخ عبد الجبار وإخوته وأبناء عمومته ، والإخوة بن عبد الرحيم ، وعائلة بركة كلها منهم الأستاذ بوجمعة، وعائلة بوسيدي صالح وإخوته، والكثير الكثير ممن لا يسعفني الوقت ولا هاته الصفحات لكتابة أسمائهم فليعذروني جزاهم الله خيرا
مكانته بين الناس :
- رزق الشيخ رحمه الله قبولا عجيبا بين الناس ومحبة عند العلماء والصالحين وكان مجاب الدعوة ، كريما سخيا ، يصرف راتبه على الطلبة والضيوف وكثيرا ما كان يستدين بسبب الكرم ، ولكن الله سبحانه بسط له كف المحبة والعطاء وكان يقول إنما هي دعوة أمي ومشايخي .
كتاباته :
- ترك الشيخ مئات الخطب المكتوبة وكتابا في العقيدة لا يزال مخطوطا ، لأنه ركز على تخريج الرجال أكثر من التأليف وكان يقول يكفيكم ما ألفه العلماء من الكتب الآن ومستقبلا اكتبوا أنتم .
- واختاره المولى سبحانه إلى جواره بتاريخ 02رجب 1429 الموافق ل 05 جويلية 2008
- نسأل الله أن يرحمه ويرضى عنه ويرفع درجته وينفعنا بعلمه.