ولد المرحوم في قرية بني عشاش ببني ورتلان (ولاية سطيف) في عام 1926. تعلم القرآن في مسقط رأسه ثم انتقل إلى سطيف في عام 1942 حيث واصل دراسته بمدرسة تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
درس على مجموعة من الأساتذة أمثال عبد الله شلحابي والعالم المعروف الشيخ المولود الحافظي الأزهري. ودرس كذلك عند بعض تلامذة الشيخ ابن باديس كالشيخ بشير ريغي والشيخ الصادق حماني.
وقد أعد الطالب عبد الحفيظ العدة للسفر إلى تونس لمواصلة التحصيل العلمي في جامع الزيتونة إلا أن أحداث 8 ماي 1945 وما رافقها من القمع والاعتقالات من طرف سلطة الاحتلال ثبطه على تحقيق حلمه.
وهكذا عاد الأستاذ أمقران إلى قريته، وتفرغ لتعليم أبنائها لمدة سنتين، ثم سافر إلى فرنسا والتحق بنوادي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في باريس.
وعاد في عام 1950 إلى الجزائر ليعمل مديرا لمدرسة برباشة ببجاية لكن إقامته لم تدم طويلا، فرجع إلى باريس ليواصل نشاطه الثقافي في نوادي جمعية العلماء ككاتب عام للنادي المركزي رفقة مندوب جمعية العلماء في فرنسا الشاعر ربيع بوشامة.
وتعرف في هذه النوادي على شخصيات علمية عربية مشهورة مثل العالم اللبناني الشيخ صبحي الصالح والمفكر المصري كمال أبو المجد …الخ الذين كانوا يشاركون آنذاك في أعمالها الإصلاحية.
ولم يكتف بالعمل الفكري وجمع الأموال لبناء معهد الإمام عبد الحميد ابن باديس بقسنطينة، فقد مارس أيضا النشاط السياسي في فيدرالية حركة انتصار للحريات الديمقراطية بين 1952و1954.
وقد تعرف خلال هذه الفترة على البطل الشهيد ديدوش مراد وآيت حمودة عميروش الذي سيصبح فيما بعد قائدا للولاية الثالثة خلال الثورة التحريرية التي التحق بها عبد الحفيظ أمقران مبكرا، وعيّن محافظا سياسيا لها.
وتقلد الأستاذ عبد الحفيظ أمقران عدة مناصب بعد الاستقلال:
-رئيس دائرة برج بوعريرج (1962)، مفتش التعليم بالمدية (1964).
-مدير الشؤون الاجتماعية بوزارة المجاهدين (1965).
–مفتش التربية بالجزائر (1971).
-مدير المركز الثقافي الإسلامي بالجزائر (1984).
– عضو الأمانة الوطنية للمنظمة الوطنية للمجاهدين، مكلف بالثقافة والدراسات التاريخية (1990).
-وزير الشؤون الدينية والأوقاف (1993-1994).
-عضو المجلس الإسلامي الأعلى (2003).
كما ساهم في النشاط الثقافي خاصة في الملتقيات التي لها صلة بتاريخ الثورة التحريرية أو الشيخ الفضيل الورتلاني الذي يعتبره أستاذه الملهم.
وفي مجال التأليف، أصدر الأستاذ أمقران مذكراته في عام 1997 عن دار الأمة، عنوانها: ” مذكرات من مسيرة النضال والجهاد.”
-إنتقل إلى رحمة الله الأستاذ عبد الحفيظ أمقران يوم السبت 10 فبراير 2018م عن عمر ناهز 92 عاما قضاها في طلب العلم وممارسة التعليم والنضال السياسي والعمل الثقافي.