ولد إبراهيم قلاتي يوم 13 جويلية عام1948م بدوار أولاد سي أحمد (القرارسة) التابعة لمدينة عين ولمان ولاية سطيف ، حيث تلقى تعليمه الأول ، انتتقل بعدها إلى مدينة (رأس الواد) -التابعة اليوم لولاية برج بوعريريج- التي أكمل بها دراسته الابتدائية ، حيث نال شهادة التعليم الابتدائي بتفوق….
لما شبّ عن الطوق، انتقل إلى الجزائر العاصمة عام 1967م متعاقدا مع الجيش الوطني الشعبي ،حيث عمل في مطبعة الجيش بالمحافظة السياسية (البليدة) عام 1972م …
نال شهادة الليسانس في اللغة والآداب العربية عام 1975م، ثم دبلوم الدراسات المعمقة(D.U.A) من جامعة الجزائر ، عاد إلى مدينة عين ولمان ليلتحق بالتدريس بثانوية ابن الرشيق بسطيف عام 1976 م ، ….. لما افتتحت أول ثانوية بعين ولمان (ثانوية العربي بليليطة) التحق بها كأول مدرس للغة العربية،،،،،تولى بعد ذلك عدّة مناصب بيداغوجية وإدارية؛ بدأها كمدير دراسات بثانوية لخضر بن المداني (عين ولمان) ثم مدير بين ثانوية منتوري بعين مليلة، ثم متقن بوقاعة وأخيرا مديرالثانوية بئر العرش……….
رغم ارتباطاته العملية والادارية والأسرية إلا أن نفسه التوّاقة للعلم أبت عليه إلا أن يسجل بقسم الدراسات العليا فينال الماجستير في فقه اللغة (حول إبن ولاد وجهوده في اللغة العربية) بتاريخ 1994م، ثم الدكتوراه عام2006م حول (اللغة والدلالة في تفسير أبي حيان التوحيدي) ،إشراف عميد اللغة العربية،عبد الرحمن حاج صالح (رحمه الله) ،والتي استحق عليها درجة مشرف جدا…… ورغم تعبه ومرضه وضغط السنين عليه لا يكاد يعطي لنفسه حقها في الراحة ، رغم إلحاحنا عليه ،،،
– وفاته:
في يوم 30 جانفي 2014 انتابته بقسنطينة وعكة صحية مفاجئة ،لارهاق أصابه ، نُقل على إثرها للمستشفى ، لكن القدر شاء أن ينتقل على جوار ربه في 01 فيفري2014م،رحمه الله وأسكنه فسيح جناته….
– صفاته:
الحديث عن صفات الدكتور ابراهيم قلاتي حديث لا تفيه وريقات معدودات، لأن حياته ثرّة وثريّة؛ بإنجازات مختلفة ، تعود كلها إلى جملة صفات أُستجمعت في الحاج ابراهيم (رحمه الله)،،،
المعروف أن الذكاء نوعان: ذكاء عقلي وذكاء اجتماعي(عاطفي)،،،،،وقد حاز المرحوم النوعان معا،،،،،فحقق بذلك نجاحه مع ذاته ومع ربه ومع المحيطين به…..فما عرفه أحدٌ إلا أحبّ التقرب منه ؛ نظرا لقدرته العجيبة على كسب قلوب الناس….
تميّز الدكتور إبراهيم قلاتي بعدة صفات ومناقب استحق بها وصف الأستاذ العالم والمربي المصلح………..
– فهو الأستاذ العالم ؛ حيث لا يمكن لأحد أن يذكر إبراهيم قلاتي إلا بلقبه المعروف الأستاذ،،،لأنه مارس التعليم توجيها وتثقيفا مدة تزيد عن الثلاثين سنة نذكر من كتبه المشهورة :كتاب قصة الاعراب ،لجميع المراحل التعليمية، وكتاب المعجم الشامل في الاعراب، قاموس الهدى، قواعد اللغة العربية،و قواعد الإملاء، قصة الإعراب في خمسة أجزاء…..وغيرها من الكتب التي أطبقت شهرتها الآفاق، داخل الجزائر وخارجها……..ما جعل الناس لا يذكرون القواعد والاعراب إلا وذكروا إبراهيم قلاتي ومؤلفاته…..
– وهو المربي المُصلح: حيث أن له في الإصلاح والتربية القدح المُعلّى،فمدينة عين ولمان تشهد له وتفتخر به،،،كان رحمه الله ، شخصا متواضعا لا يرد أحدا جاءه يطلب شيئا،ولا يترفّع على فقير أو مسكين أوذي حاجة ، رغم مركزه الاجتماعي ووظيفته ….وهذا سرُّ محبة الناس له وتقديرهم لمكانته….
كان رحمه يجسّد ما يأمر الناس به،فكان مثالا للخلق الحسن،لإدراكه أن القول لا يغني عن المصلح إذا لم يتمثل كلامه ويجسده في سلوكه،،،،كان رحمه الله أمينا صادقا، كريم النفس ، شجاعا في قول كلمة الحق،،،وإذا وقع منه خطأ ما في حق أحد (وهو نادر الحدوث) يسارع في طلب إصلاح الخطأ وطلب المسامحة ممن أساء إليه ،،،ولعل أهم ما شدني إليه برّه الشديد لوالديه ،فكان لا يرفض لهما طلبا ، خاصة أبوه المجاهد العياشي بن سي ابراهيم (رحمه الله)…..
رحمك الله الدكتور إبراهيم ،فارقتنا ونحن في أشد الحاجة إليك،،،
في اي سنة نشر قاموس الهدى؟